قوله: ﴿يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ﴾: كقولِه: ﴿كَالَّذِي خَاضُوااْ﴾ وقد تقدَّم تحقيقُه، وتقدَّمَتِ القراءاتُ في "يُبَشِّر". وقرأ مجاهد وحميد بن قيس "يُبْشِرُ" بضمِّ الياءِ وسكونِ الباءِ وكسرِ الشينِ مِنْ أَبْشَر منقولاً مِنْ بَشِر بالكسر، لا مِنْ بَشَر بالفتح، لأنه متعدٍّ. والتشديدُ في "بَشَّر" للتكثيرِ لا للتعديةِ؛ لأنه متعدٍّ بدونها. ونقل الشيخ قراءةَ "يَبْشُرُ" بفتح الياء وضم الشين عن حمزةَ والكسائي من السبعة، ولم يذكرْ غيرَهما من السبعةِ، وقد وافَقَهما على ذلك ابن كثير وأبو عمرو. و"ذلك" مبتدأٌ والموصولُ بعده خبرُه، وعائدُه محذوفٌ على التدريجِ المذكورِ في قولِه: ﴿كَالَّذِي خَاضُوااْ﴾ أي: يُبَشِّرُ به، ثم يُبَشِّره على الاتِّساع. وأمَّا على رأي يونسَ فلا تحتاج إلى عائدٍ لأنها عنده مصدريَّةٌ، وهو قول الفراء أيضاً. أي: ذلك تبشيرُ اللَّهِ عبادَه. و"ذلك" إشارةٌ إلى ما أَعَدَّه الله لهم من الكرامة.
وقال الزمخشري: "أو ذلك التبشيرَ الذي يُبَشِّره اللَّهُ عبادَه". قال الشيخ: "وليس بظاهرٍ؛ إذ لم يتقدَّمْ في هذه السورةِ لفظُ البُشْرى، ولا ما يَدُلُّ عليها مِنْ بَشَّر أو شبهِه".
(١٢/٤١٤)
---