قوله: ﴿خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ﴾: كرَّرَ الفعلَ للتوكيد؛ إذ لو جاء "العزيزُ" بغير "خَلَقَهُنَّ" لكان كافياً، كقولِك مَنْ قام؟ فيقال: زيد. وفيها دليلٌ على أنَّ الجلالةَ الكريمةَ مِنْ قوله: ﴿وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ؟ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ﴾ مرفوعةٌ بالفاعلية لا بالابتداء للتصريح بالفعل في نظيرتِها. وهذا الجوابُ مطابقٌ للسؤالِ من حيث المعنى، إذ لو جاء على اللفظِ لجيْءَ/ فيه بجملةٍ ابتدائيةٍ كالسؤال.
* ﴿ وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَآءِ مَآءً بِقَدَرٍ فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ ﴾
قوله: ﴿بَلْدَةً مَّيْتاً﴾: قرأه العامَّةُ مخفَّفاً. وعيسى وأبو جعفر مثقلاً. وقد تقدَّم الكلامُ فيه في آل عمران. وتقدَّم في الأعراف الخلافُ في تُخْرَجُون وتَخْرُجُون.
* ﴿ وَالَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنَ الْفُلْكِ وَالأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ ﴾
قوله: ﴿مَا تَرْكَبُونَ﴾: "ما" موصولةٌ. وعائدُها محذوفٌ أي: ما تَرْكَبونه. و"ركب" بالنسبة إلى الفُلْك يتعدَّى بحرف الجر ﴿فَإِذَا رَكِبُواْ فِي الْفُلْكِ﴾ وفي غيرِه بنفسه قال: ﴿لِتَرْكَبُوهَا﴾ فغلَّبَ هنا المتعديَ بنفسه على المتعدي بواسِطة فلذلك حَذَفَ العائدَ.
* ﴿ لِتَسْتَوُواْ عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُواْ نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُواْ سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَاذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ ﴾
قوله: ﴿لِتَسْتَوُواْ﴾: يجوزُ أَنْ تكونَ هذه لامَ العلة وهو الظاهرُ، وأن تكونَ للصيرورة، فتُعَلَّقَ في كليهما بـ "جَعَل". وجَوَّز ابنُ عطيةَ أَنْ تكونَ للأمر، وفيه بُعْدٌ لقلَّة دخولها على أمر المخاطب. قُرِئ شاذاً "فَلْتَفْرحوا" وفي الحديث: "لِتَأْخُذو مصافَّكم" وقال:
٣٩٨٤- لِتَقُمْ أنت يا بنَ خيرِ قُرَيْشٍ * فَتُقَضَّى حوائجُ المُسْلمينا
(١٣/١٧)
---


الصفحة التالية
Icon