* ﴿ بَلْ قَالُوااْ إِنَّا وَجَدْنَآ آبَآءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ ﴾
قوله: ﴿عَلَى أُمَّةٍ﴾: العامَّةُ على ضم الهمزة، بمعنى الطريقة والدين. قال قيس بن الخطيم:
٣٩٩٠- كُنَّا على أمةِ آبائِنا * ويَقْتدي بالأولِ الآخِرُ
أي: على طريقتهم. وقال آخر:
٣٩٩١- وهل يَسْتوي ذو أُمَّةٍ وكَفورُ *.......................
أي: ذو دين. وقرأ مجاهد وقتادة وعمر بن عبد العزيز بالكسر قال الجوهري: "هي الطريقةُ الحسنةُ لغةً في أُمَّة بالضم". وابن عباس بالفتح، وهي المَرَّةُ من الأَمّ، والمرادُ بها القصدُ والحال.
* ﴿ قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَآءَكُمْ قَالُوااْ إِنَّا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ ﴾
قوله: ﴿قال﴾: قرأ ابن عامر وحفصٌ "قال" ماضياً مكان "قل" أمراً أي: قال النذير، أو الرسول وهو النبي صلَّى الله عليه وسلَّم. والأمر في "قل" يجوز أَنْ يكونَ للنذير أو للرسول وهو الظاهر. وقرأ أبو جعفر وشيبة "جِئْناكم" بنون المتكلمين.
* ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَآءٌ مِّمَّا تَعْبُدُونَ ﴾
قوله: ﴿بَرَآءٌ﴾: العامَّةُ على فتحِ الباءِ وألفٍ وهمزةٍ بعد الراء. وهو مصدرٌ في الأصل وقع موقعَ الصفةِ وهي بَريْء، وبها قرأ الأعمش ولا يُثَنَّى "براء" ولا يُجْمع ولا يُؤَنث كالمصادر في الغالب. والزعفراني وابن المنادي عن نافع بضم الباء بزنة طُوال وكُرام. يقال: طَويل وطُوال وبَريء وبُراء. وقرأ الأعمش "إنِّي" بنونٍ واحدة.
* ﴿ إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ ﴾
قوله: ﴿إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي﴾: فيه أربعةُ أوجهٍ، أحدها: أنه استثناءٌ منقطع؛ لأنَّهم كانوا عبدةَ أصنامٍ فقط. والثاني: أنه متصلٌ؛ لأنه رُوِي أنهم كانوا يُشْرِكون مع الباري غيرَه.
(١٣/٢١)
---


الصفحة التالية
Icon