قوله: ﴿رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَآئِكُمُ﴾: العامَّةُ على الرفع بدلاً أو بياناً أو نعتاً لـ "ربُّ السموات" فيمَنْ رَفَعه، أو على أنَّه مبتدأٌ، والخبرُ ﴿لاَ إِلَاهَ إِلاَّ هُوَ﴾ أو خبرٌ بعد خبرٍ لقولِه: ﴿إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ﴾ أو خبرُ مبتدأ مضمرٍ عند الجميعِ أعني قُرَّاءَ الجرِّ والرفع، أو فاعلٌ لقولِه: "يُميت". وفي "يُحْيي" ضميرٌ يَرْجِعُ إلى ما قبلَه أي: يُحْيي هو، أي: ربُّ السموات ويميتُ هو، فأوقَعَ الظاهرَ مَوْقِعَ المضمرِ، ويجوزُ أَنْ يكونَ "يُحيي ويُميت" من التنازع. ويجوزُ أَنْ يُنْسَبَ الرفعُ إلى الأول أو الثاني نحو: يَقُوم ويَقْعد زيد، وهذا عَنَى أبو البقاء بقولِه: "أو على شريطةِ التفسير".
وقرأ ابنُ محيصن وابنُ أبي إسحاق وأبو حيوة والحسن بالجرِّ/ على البدلِ أو البيانِ أو النعتِ لـ "رب السموات"، وهذا يُوْجِبُ أَنْ يكونوا يَقْرؤون "رَبِّ السموات" بالجرِّ. والأنطاكي بالنصب على المدحِ.
* ﴿ فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَآءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ﴾
قوله: ﴿يَوْمَ تَأْتِي﴾: منصوبٌ بـ "ارْتَقِبْ" على الظرفِ. والمفعولُ محذوفٌ أي: ارتقِبْ وَعْدَ الله في ذلك اليومِ. ويجوزُ أَنْ يكونَ هو المفعولَ المرتقبَ.
* ﴿ يَغْشَى النَّاسَ هَاذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾
قوله: ﴿يَغْشَى النَّاسَ﴾: صفةٌ ثانيةٌ أي: بدُخان مُبين غاشٍ.
قوله: "هذا عَذابٌ" في محلِّ نصبٍ بالقول. وذلك القولُ حالٌ أي: قائلين ذلك، ويجوزُ أَنْ لا يكونَ معمولاً لقولٍ البتةَ، بل هو مجرَّدُ إخبارٍ.
* ﴿ أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَآءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ ﴾
قوله: ﴿أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى﴾: يجوزُ أَنْ يكونَ "أنَّى" خبراً لـ "ذِكْرى" و"لهم" تبيينٌ. ويجوزُ أَنْ يكونَ "أنَّى" منصوباً على الظرفِ بالاستقرار في "لهم"، فإن "لهم" وَقَعَ خبراً لـ "ذِكْرى".
قوله: "وقد جاءَهم" حال مِنْ "لهم". وقرأ زيد بن علي "مُعَلِّم" بكسر اللام.


الصفحة التالية
Icon