* ﴿ مِن فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِياً مِّنَ الْمُسْرِفِينَ ﴾
قوله: ﴿مِن فِرْعَوْنَ﴾: فيه وجهان، أحدُهما: أنَّه بدلٌ من العذاب: إمَّا على حَذْفِ مضافٍ أي: مِنْ عذابِ فرعونَ، وإمَّا على المبالغةِ جعلَه نفسَ العذابِ فأبدله منه. والثاني: أنه حالٌ من العذابِ تقديرُه: صادراً مِنْ فرعونَ.
وقرأ عبد الله ﴿مِنَ عَذَابِ الْمُهِينِ﴾ وهي مِنْ إضافةِ الموصوفِ لصفتِه؛ إذ الأصلُ: العذابُ المُهين، كالقراءةِ المشهورةِ.
وقرأ ابن عباس "مَنْ فرعونُ" بفتح ميم "مَنْ" ورفع "فرعونُ" على الابتداءِ والخبرِ، وهو استفهامُ تحقيرٍ كقولِك: مَنْ أنتَ وزيداً. ثم بَيَّنَ حالَه بالجملة بعدُ في قوله: ﴿إِنَّهُ كَانَ عَالِياً مِّنَ الْمُسْرِفِينَ﴾.
* ﴿ وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴾
قوله: ﴿عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾: "على" الأولى متعلِّقةٌ بمحذوفٍ لأنَّها حالٌ من الفاعل في "اخْتَرْناهم". والثانية متعلقةٌ بـ "اخْتَرْناهم". وفي عبارة الشيخ: أنَّه لَمَّا اختلفَ مدلولُها جاز تعلُّقُهما بـ "اخْتَرْنا". وأنشد الشيخُ نظيرَ ذلك:
٤٠١٩- ويَوْماً على ظَهْر الكَثِيْبِ تَعَذَّرَتْ * عليَّ وآلَتْ حَلْفَةً لم تَحَلَّلِ
ثم قال: "فـ "على عِلْم" حالٌ: إمَّا من الفاعلِ أو من المفعول. و"على ظَهْر" حالٌ من الفاعل في "تَعَذَّرَتْ". والعاملُ في الحال هو العاملُ في صاحبها". وفيه نظرٌ؛ لأنَّ قولَه أولاً: "ولذلك تَعَلَّقا بفعلٍ واحدٍ لَمَّا اختلف المدلولُ" ينافي جَعْلَ الأولى حالاً؛ لأنَّها لم تتعلَّقْ به. وقولُه: "والعاملُ في الحالِ هو العاملُ في صاحبِها" لا يَنْفَعُ في ذلك.
* ﴿ أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ ﴾
(١٣/٥٧)
---