قوله: ﴿فَاعْتِلُوهُ﴾: قرأ نافعٌ وابنُ كثير وابن عامر بضمِّ عين "اعْتُلوه". والباقون بكسرِها، وهما لغتان في مضارع عَتَله أي: ساقَه بجفاءٍ وغِلْظَة كـ عَرَش يَعْرِش ويَعْرُش. والعُتُلُّ: الجافي الغليظُ.
* ﴿ ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ ﴾
قوله: ﴿إِنَّكَ أَنتَ﴾: قرأه الكسائيُّ بالفتحِ على معنى العلَّةِ أي: لأنَّك. وقيل: تقديرُه: ذُقْ عذابَ أنَّك أنت العزيزُ. والباقون بالكسرِ على الاستئنافِ المفيدِ للعلَّة، فتتحدُ القراءاتان معنىً. وهذا الكلامُ على سبيلِ التهكمِ، وهو أغيَظُ للمُسْتَهْزَأ به، ومثلُه قولُ جريرٍ لشاعرٍ سَمَّى نفسه زهرةَ اليمن:
٤٠٢٠- ألَمْ يَكُنْ في وُسُومٍ قد وَسَمْتُ بها * مَنْ كان موعظةً يا زهرةَ اليَمَنِ
وكان هذا الشاعرُ قد قال:
٤٠٢١- أبْلِغْ كُلَيْباً وأَبْلِغْ عَنْك شاعرَها * أنِّي الأَغَرُّ وأنِّي زهرةُ اليمنِ
* ﴿ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴾
قوله: ﴿فِي جَنَّاتٍ﴾:/ يجوز أَنْ يكونَ بدلاً مِنْ قولِه: "في مَقام" بتكرير العاملِ، ويجوزُ أَنْ يكونَ خبراً ثانياً.
* ﴿ يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَابِلِينَ ﴾
قوله: ﴿يَلْبَسُونَ﴾: يجوزُ أَنْ يكونَ حالاً من الضميرِ المستكِنِّ في الجارِّ، وأَنْ يكونَ خبراً لـ "إنَّ" فيتعلَّقَ الجارُّ به، وأَنْ يكون مُسْتأنفاً.
قوله: "مُتقابلين" حالٌ مِنْ فاعلِ "يَلْبَسون" وقد تقدَّم تفسيرُ هذه الألفاظِ: السُّنْدس والإِستبرق والمقام.
* ﴿ كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ ﴾
قوله: ﴿كَذَلِكَ﴾: في هذه الكاف وجهان، أحدُهما: النصبُ نعتاً لمصدرٍ أي: نفعلُ بالمتقين فعلاً كذلك أي: مِثْلَ ذلك الفعلِ. والثاني: الرفعُ على خبرِ ابتداءٍ مضمرٍ أي: الأمرُ كذلك. وقَدَّر أبو البقاء قبلَه جملةً حاليةً فقال: "تقديرُه: فَعَلْنا ذلك والأمرُ كذلك"، ولا حاجةَ إليه. والوقفُ على "كذلك"، والابتداءُ بقولِه "وزَوَّجْناهم".