قوله: ﴿وَالَّذِينَ اهْتَدَوْاْ﴾: يجوزُ فيه الرفعُ بالابتداءِ، والنصبُ على الاشتغالِ. و"تَقْواهم" مصدرٌ مضافٌ لفاعلِه. والضمير في "آتاهم" يعودُ على اللَّهِ أو على قولِ المنافقين؛ لأنَّ قولهم ذلك مِمَّا يزيدُ المؤمنينَ تقوى، أو على الرسول.
* ﴿ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَآءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَآءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ ﴾
قوله: ﴿أَن تَأْتِيَهُمْ﴾: بدلٌ من الساعة بدلُ اشتمالٍ. وقرأ أبو جعفر الرؤاسي: "إنْ تَأْتِهم" بـ إنْ الشرطيةِ، وجزمِ ما بعدها. وفي جوابِها وجهان، أحدهما: أنَّه قولُه: "فأنَّى لهم" قاله الزمخشريُّ. ثم قال: "فإنْ قلت: بِمَ يتصلُ قولُه: ﴿فَقَدْ جَآءَ أَشْرَاطُهَا﴾ على القراءتَيْن؟ قلت: بإتيان السَّاعةِ، اتصالَ العلةِ بالمعلولِ كقولك: إنْ أكرَمَني زيدٌ فأنا حقيقٌ بالإِكرامِ أُكْرِمْه". والثاني: أنَّ الجوابَ قولُه: ﴿فَقَدْ جَآءَ أَشْرَاطُهَا﴾، وإتيانُ الساعةِ، وإنْ كان متحققاً، إلاَّ أنهم عُوْمِلوا مُعاملةَ الشاكِّ، وحالُهم كانت كذا.
والأَشْراط: جمع شَرْط بسكونِ/ الراءِ وفتحِها. قال أبو الأسود:
٤٠٦٠- فإن كنتِ قد أَزْمَعْتِ بالصَّرْمِ بَيْنَنَا * فقد جَعَلَتْ أَشْراطُ أَوَّلِه تَبْدو
والأشراطُ: العلاماتُ، ومنه أَشْراط الساعةِ. وأَشْرَطَ الرجلُ نفسَه أي: ألزمها أموراً. قال أوس:
٤٠٦١- فأَشْرَطَ فيها نَفْسَه وهو مُعْصِمٌ * فأَلْقَى بأسبابٍ له وتَوَكَّلا
والشَّرْطُ: القَطْعُ أيضاً، مصدرُ شَرَطَ الجلدَ يَشْرِطُه (يَشْرُطُه) شَرْطاً.
قوله: "فَأَنَّى لهم" "أنَّى" خبرٌ مقدمٌ و"ذِكْراهم" مبتدأٌ مؤخرٌ أي: أنَّى لهم التذكيرُ. وإذا وما بعدها معترضٌ وجوابُها محذوفٌ أي: كيف لهم التذكيرُ إذا جاءَتْهم الساعةُ؟ فيكف يتذكَّرون؟ ويجوز أن يكونَ المبتدأُ محذوفاً أي: أنَّى لهم الخَلاصُ، ويكون "ذِكْراهم" فاعلاً بـ "جاءَتْهم".