* ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ ﴾
قوله: ﴿وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ﴾: يجوزُ أَنْ تكونَ حالاً، وأن تكونَ مستأنفةً. والعامَّةُ على ضمِّ لام اللُّغوب. وعلي وطلحة والسلمي ويعقوبُ بفتحِها، وهما مصدران بمعنىً. وينبغي أَنْ يُضَمَّ هذا إلى ما حكاه سيبويه من المصادر الجائيةِ على هذا الوزنِ وهي خمسة، وإلى ما زاده الكسائي وهو الوَزُوعُ، فتصير سبعةً. وقد أتقَنْت هذا في البقرة عند قوله: ﴿وَقُودُهَا﴾
* ﴿ وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ ﴾
قوله: ﴿وَأَدْبَارَ﴾: قرأ نافع وابن كثير وحمزة "إِدْبار" بكسر الهمزة، على أنه مصدرٌ قام مَقامَ ظرِ الزمان كقولهم: "آتيك خُفوقَ النجمِ وخلافة الحجَّاج". والمعنى: وقتَ إدبار الصلاة أي: انقضائِها وتمامِها. والباقون بالفتح جمعَ "دُبُر" وهو آخرُ الصلاة وعَقِبُها، ومنه قولُ أوس:
٤٠٩٩ - على دُبُرِ الشهرِ الحَرامِ فأَرْضُنا * وما حولَها جَدْبٌ سِنونَ تَلْمَعُ
ولم يختلفوا في ﴿وَإِدْبَارَ النُّجُومِ﴾
* ﴿ وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ ﴾
قوله: ﴿وَاسْتَمِعْ﴾: هو استماعٌ على بابِه. وقيل: بمعنى الانتظارِ، وهو بعيدٌ. فعلى الأولِ يجوزُ أَنْ يكونَ المفعولُ محذوفاً أي: استمعْ نداءَ المنادي أو نداءَ الكافر بالويلِ والثُّبور، فعلى هذا يكون "يومَ ينادي" ظرفاً لـ"استمتعْ" أي: استمعْ ذلك في يوم.
وقيل: استمعْ ما أقولُ لك. فعلى هذا يكون "يومَ يُنادي". منصوباً بـ"يَخْرجون" مقدَّراً مدلولاً عليه بقوله: ﴿ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ﴾، وعلى الثاني يكون "يومَ ينادي" مفعولاً به أي: انتظرْ ذلك اليومَ.
(١٣/١٧٠)
---