وقوله: ﴿وَاتَّبَعَتْهُمْ﴾ يجوزُ أَنْ يكونَ عطفاً على الصلةِ، ويكونَ "والذين" مبتدأً، ويتعلقَ "بإيمان" بالاتِّباع بمعنى: أنَّ اللَّهَ تعالى يُلْحق الأولاد الصغارَ، وإن لم يَبْلغوا الإِيمانَ، بأحكام الآباءِ المؤمنين. وهذا المعنى منقولٌ عن ابنِ عباس والضحاك. ويجوزُ أَنْ يكونَ معترضاً بين المبتدأ والخبر، قاله الزمخشري. ويجوزُ أَنْ يتعلَّق "بإيمان" بألحَقْنا كما تقدَّم. فإنْ قيل: قولُه: "اتَّبَعتْهم ذُرِّيَّتَهم" يفيد فائدةَ قولِه: ﴿أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ﴾. فالجوابُ أنَّ قولَه: "أَلْحَقْنا بهم" أي: في الدرجات والاتِّباعُ إنما هو في حُكْمِ الإِيمان، وإن لم يَبْلُغوه كما تقدَّم. وقرأ أبو عمرو و "وأَتْبَعْناهم" بإسناد الفعل إلى المتكلمٍ المعظِّمِ نفسَه. والباقون "واتَّبَعَتْهم" بإسنادِ الفعلِ إلى الذرِّيَّة وإلحاقِ تاء التأنيث. وقد تَقَدَّم الخلافُ في إفرادِ "ذُرِّيَّتهم" وجمعِه في سورة الأعراف محرراً بحمد الله تعالى.
قوله: ﴿أَلَتْنَاهُمْ﴾ قرأ ابن كثير "أَلِتْناهم" بكسر اللام، والباقون بفتحِها. فأمَّا الأولى فَمِنْ أَلِتَ يَأْلَتُ بكسرِ العينِ في الماضي وفتحِها في المضارع كعَلِمَ يَعْلَمُ. وأمَّا الثانيةُ فتحتمل أَنْ تكونَ مِنْ أَلَتَ يَأْلِتُ كضَربَ يَضْرِبُ، وأَنْ تَكونَ مِنْ أَلات يُليت كأَماتَ يُميت، فَأَلَتْناهم كأَمَتْناهم. وقرأ ابن هرمز "آلَتْناهم" بألفٍ بعد الهمزة، على وزنِ أَفْعَلْناهم. يقال: آلَتَ يُؤْلِتُ كآمَنَ يُؤْمِنُ. وعبد الله وأُبَيٌّ والأعمش وطلحة، وتُرْوى عن ابنِ كثير "لِتْناهم" بكسر اللام كبِعْناهم يُقال: لاتَه يَليته، كباعه يَبيعه. /
(١٣/١٩٨)
---