أي: تَعُدُّ النجومَ، وقيل: بل المرادُ نجمٌ معين. فقيل: الثُّريَّا. وقيل: الشِّعْرَى لذِكْرِها في قوله: ﴿وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى﴾. وقيل: الزُّهْرة لأنها كانت تُعْبَدُ. والصحيح أنها الثريَّا، لأنَّ هذا صار عَلَماً بالغَلَبة. ومنه قولُ العرب: "إذا طَلَعَ النجمُ عِشاءً ابتغى الراعي كِساءً". وقالوا أيضاً: "طَلَعَ النجمُ غُدْيَة فابتغى الراعي كُسْيَة". وهَوَى يَهْوي هُوِيّاً أي: سقط من علو، وهَوِي يَهْوَى هَوَىً أي: صَبَا. وقال الراغب: "الهُوِيُّ سقوطٌ مِنْ عُلُوّ". ثم قال: والهُوِيُّ: ذهابٌ في انحدارٍ. والهوى: ذهابٌ في ارتفاع وأَنْشد: /
٤١٢٢ -........................... * يَهْوي مخارِمَها هُوِيَّ الأجدَلِ
وقيل: هَوَى في اللغة خَرَقَ الهوى، ومَقْصَدُه السُّفْلُ، أو مصيرُه إليه وإن لم يَقْصِدْه. قال:
٤١٢٣ -.......................... * هُوِيَّ الدَّلْوِ أسْلَمَها الرِّشاءُ
وقد تقدَّم الكلامُ في هذه مُشْبَعاً.
* ﴿ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى ﴾
وقوله: ﴿مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ﴾: هذا جوابُ القسم. و "عن الهوى" أي ما يَصْدُرُ عن الهوى نُطْقُه فـ"عن" على بابِها. وقيل: هي بمعنى الباء. وفي فاعِل "يَنْطِق" وجهان، أحدُهما: هو ضميرُ النبيِّ عليه السلام، وهو الظاهرُ. والثاني: أنه ضميرُ القرآنِ كقولِه: ﴿يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ﴾
* ﴿ إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى ﴾
قوله: ﴿إِنْ هُوَ﴾: أي: إنْ الذي يَنْطِق به، أو إنْ القرآنُ.
قوله: ﴿يُوحَى﴾ صفةٌ لـ"وَحْيٌ". وفائدةُ المجيْءِ بهذا الوصفِ أنه يَنْفي المجازَ أي: هو وحيٌ حقيقةً لا بمجردِ تسميتِه، كما تقول: هذا قولٌ يقال. وقيل: تقديرُه: يُوحى إليه، وفيه مزيدُ فائدةٍ.
* ﴿ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ﴾
(١٣/٢٠٦)
---


الصفحة التالية
Icon