ومنعه بعضُهم، وتأوَّل هذه الآية على ما سيأتي: ﴿وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُوناً﴾ أبلغُ مِنْ "فَجَّرْنا عيونَ الأرض" لِما ذُكِر في نظيرِه غيرَه مرةٍ. الثاني: أنه منصوبٌ على البدلِ من "الأرض". ويُضْعِفُ هذا خُلُوُّه من الضميرِ فإنه بدلُ بعضٍ مِنْ كل. ويُجاب عنه: بأنَّه محذوفٌ، أي: عيوناً منها كقوله ﴿الأُخْدُودِ النَّارَ﴾ فالنار بدلُ اشتمالٍ. ولا ضميرَ فهو مقدرٌ.. الثالث: أنه مفعولٌ ثانٍ لأنه ضُمِّن "فَجَّرنا" معنى صَيَّرْناها بالتفجير عيوناً. الرابع: أنها حالٌ. وفيه تَجَوُّزان: حَذْفُ مضافٍ، أي: ذات يعون، وكونُها حالاً مقدرة لا مقارنةً.
قوله: ﴿فَالْتَقَى المَآءُ﴾ لَمَّا كان المرادُ بالماءِ الجنسَ صَحَّ أَنْ يُقالَ: فالتقى الماء، كأنه: فالتقى ماءُ السماء وماءُ الأرض. هذه قراءة العامَّة وقرأ الحسن والجحدري ومحمد بن كعب، - وتُرْوَى عن أمير المؤمنين أيضاً - "الماءان" يتثنيةٍ، والهمزةُ سالمةٌ. وقرأ الحسن أيضاً "الماوان بقَلْبها واواً. قال الزمخشري: "كقولهم: عِلْباوان يعني: أنه شَبَّه الهمزةَ المقبلةَ عن هاء بهمزةِ الإِلحاق. ورُوِي عنه أيضاً "المايان" بقَلْبها ياءً وهي أشدُّ مِمَّا قبلَها.
وقوله: ﴿قَدْ قُدِرَ﴾ العامَّةُ على التخفيفِ. وقرأ ابنُ مقسم وأبو حيوةَ بالتشديد، وهما لغتان قُرِىء بهما: قولُه ﴿قَدَّرَ فَهَدَى﴾، ﴿قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ﴾ كما سيأتي.
* ﴿ وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ ﴾
قوله: ﴿ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ﴾: ، أي: سفينةٌ ذاتُ ألواحٍ قال الزمخشري: وهي من الصفات التي تقوم مَقام الموصوفات فتنوب مَنابها وتؤدي مُؤَدَّاها، بحيث لا يُفْصَلُ بينها وبينها. ونحوه:
٤١٥٩ -........................... ولكنْ * نَ قميصي مَسْرودةٌ مِنْ حديدِ
أراد: ولكنَّ قميصي دِرْع. وكذلك:
٤١٦٠ -........................ * ولو في عيونِ النازياتِ بأَكْرُعِ
(١٣/٢٤٤)
---


الصفحة التالية
Icon