أراد: ولو في عين الجَراد. ألا ترى أنَّك لو جَمَعْتَ بين السفينة وبين هذه الصفاتِ أو بين عيونِ الجراد والدِّرْع وهاتَيْن الصفتَيْن لم يَصِحَّ، وهذا من فصيحِ الكلام وبديعِه". والدُّسُرُ: فيه أوجهٌ، أحدها: أنه المساميرُ جمع دِسار نحو: كُتُب في جمع كِتاب. وقال الزمخشري: "جمعُ دِسار وهو المِسمارُ فِعال، مِنْ دَسَره إذا دَفَعه؛ لأنه يُدْسَرُ به مَنْفَذُه" وقال الراغب: "الواحدُ دَسُر - يعني فيكونُ مثلَ: سَقْف وسُقُف - وأصل الدِّسْرِ الدَّفْعُ الشديدُ بقَهْر، دَسَرَه بالرُّمْح، ومِدْسَرٌ مثلُ مِطْعَنْ ورُوِي: "ليس في العَنْبَر زكاةٌ إنما هو شيءٌ دَسَرَه البحرُ"، أي: دفعه. الثاني: أنها الخيوطُ التي تُشَدُّ بها السفنُ. الثالث: أنها عَوارِضُ السفينة. الرابع: أنها أضلاعُها.
* ﴿ تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَآءً لِّمَن كَانَ كُفِرَ ﴾
قوله: ﴿بِأَعْيُنِنَا﴾: أي: مُلْتبسةً بحِفْظِنا وهو في المعنى كقولِه تعالى: ﴿وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِيا﴾. وقرأ زيد بن علي وأبو السَّمَّال "بأَعْيُنَّا" بالإِدغام.
قوله: ﴿جَزَآءً ﴾ منصوبٌ على المفعولِ له ناصبُه "فَفَتْحْنا" وما بعده. وقيل: منصوب على المصدرِ: إمَّا بفعلٍ مقدرٍ، ي: جازَيْناهم جزاءً، وإمَّا على التجوُّزِ: / بأنَّ معنى الأفعالِ المتقدِّمة: جازَيْناهم بها جزاءً.
قوله: ﴿لِّمَن كَانَ كُفِرَ﴾ العامَّةُ على "كُفِرَ" مبنياً للمفعول والمرادُ بـ مَنْ كُفِر نوحٌ عليه السلام، أو الباري تعالى. وقرأ مسلمة به محارب "كُفْر" بإسكان الفاء كقوله:
٤١٦١ - لو عُصْرَ منه المِسْكُ والبانُ انعصَرْ
(١٣/٢٤٥)
---