وقرأ يزيد بن رومان وعيسى وقتادة "كَفَر" مبنياً للفاعل. والمرادُ بـ"مَنْ" حينئذٍ قومُ نوحٍ. و "كُفِرَ" خبرُ كان. وفيه دليلُ على وقوع خبر كان ماضياً مِنْ غير "قد" وبعضُهم يقولُ: لا بُدَّ من "قَدْ" ظاهرةً أو مضمرةً. ويجوز أَنْ تكونَ "كان" مزيدةً. وضميرُ "تَرَكْناها" إمَّا للقصة. أو الفَعْلة، أو السفينة، وهو الظاهرُ.
* ﴿ وَلَقَدْ تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ﴾
قوله: ﴿مُّدَّكِرٍ﴾: أصلُه مُذْتَكِر، فأُبْدِلت التاءُ دالاً مهملة، ثم أُبْدِلت المعجمة مهملةً لمقاربتها وقد تَقَدَّم هذا في قوله: ﴿مُذَكِّرٌ﴾ وقد قُرِىء "مُذْتكِر" بهذا الأصلِ وقرأ قتادة - فيما نَقَل عنه أبو الفضل - "مُذَكِّر" بفتح الذالِ مخففةً وتشديد القاف مِنْ ذَكَّر بالتشديد، أي: ذكر نفسه أو غيره بما مضى مِنْ قَصَص الأولين. ونَقَلَ عنه ابنُ عطية كالجماعة، إلاَّ أنَّه بالذال المعجمة وهو شاذٌّ، لأنَّ الأولَ يُقْلَبُ للثاني، لا الثاني للأولِ.
* ﴿ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ ﴾
قوله: ﴿فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي﴾: "كان" الظاهرُ فيها أنها ناقصةٌ فـ"كيف" خبرٌ مقدمٌ. وقيل: يجوزُ أَنْ تكون تامة فتكون "كيف" في محلِّ نصبٍ: إمَّا على الظرف، وإمَّا على الحال، كما تقدَّم تحقيقُه في البقرة.
* ﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ﴾
ومعنى يَسَّرْنا القرآن: هَيَّأْناه للذِّكْر مِنْ قولِهم: يَسَّر فَرَسَه، أي: هَيَّأه للركوب بإلْجامِه. قال الشاعر:
٤١٦٢ - فَقُمتُ إليه باللِّجام مُيَسَّراً * هنالك يَجْزِيني الذي كنتُ أصنع
* ﴿ إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ ﴾
(١٣/٢٤٦)
---