(١٣/٢٥٩)
---
قوله: ﴿وَالسَّمَآءَ رَفَعَهَا﴾: العامَّةُ على النصب على الاشتغال مراعاً لعَجُزِ الجملةِ التي يُسَمِّيها النحاةُ ذاتَ وجهين. وفيها دليلٌ لسيبويه حيث يُجَوِّزُ النصبَ، وإنْ لم يكنْ في جملةِ الاشتغالِ ضميرٌ عائدٌ على المبتدأ الذي تضمَّنَتْه الجملةُ ذات الوجهين. والأخفشُ يقول: لا بُدَّ من ضميرٍ، مثالُه: "هند قامَتْ وعمراً أكرمْتُه لأجلها" قال: "لأنك راعَيْتَ الخبرَ، وعَطَفْتَ عليه، والمعطوفُ على الخبرِ خبرٌ فيُشْترط فيه ما يُشْترط فيه، ولم يَشْتَرِطِ الجمهورُ ذلك وهذا دليلُهم، قال الفراء: "كلهم نَصَبُوا مع عدم الرابط إلاَّ شذَّ منهم. وقد تقدَّمَ هذا محرراً في سورة يس عند قولِه تعالى: ﴿وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ﴾ فهناك اختلف السبعةُ في نَصْبِه ورفعِه ولله الحمدُ.
قوله: ﴿وَوَضَعَ الْمِيزَانَ﴾ العامَّةُ على "وَضَع" فعلاً ماضياً. و "الميزانَ" نُصِبَ على المفعولِ به. وقرأ إبراهيم. "ووَضْعَ الميزانِ" بسكون الضاد وخفض "الميزانِ". وتخريجُها: على أنه معطوفٌ على مفعولِ "رَفَعَها"، أي: وَرَفَعَ وَضْعَ الميزان، أي: جَعَلَ له مكانةً ورِفْعَةً لأَخْذِ الحقوق به، وهو مِنْ بديعِ اللفظِ، حيث يصير التقديرُ: ورَفَعَ وَضْعَ الميزان.
(١٣/٢٦٠)
---


الصفحة التالية
Icon