(١٣/٣٦٩)
---
قوله: ﴿وَلْتَنظُرْ﴾: العامَّةُ على سكونِ لامِ الأمرِ. وأبو حيوة ويحيى بنُ الحارث بكسرِها على الأصل. والحسنُ بكسرها ونصبِ الفعل، جَعَلَها لامَ كي، ويكونُ المُعَلَّلُ مقدراً، أي: ولْتنظر نفسٌ حَذَّركم وأَعْلمكم. وتنكيرُ النفسِ والغدِ. قال الزمخشري: "أمَّا تَنْكيرُ النفسِ فلاستقلالِ الأنفسِ النواظرِ فيما قَدَّمْنَ للآخرةِ، كأنه قيل: لتنظرْ نفسٌ واحدةٌ. وأمَّا تنكيرُ الغد فلتعظيمِه وإبهامِ أَمْرِه كأنه قيل: لِغدٍ لا يُعْرَفُ كُنْهُهُ لعِظَمِه".
وقوله: ﴿وَاتَّقُواْ اللَّهَ﴾ تأكيد: وقيل: كُرِّر لتغايُرِ متعلَّق التَّقْوَيَيْنِ فمتعلَّقُ الأولى أداءُ الفرائضِ لاقترانِه بالعمل، والثانيةِ تَرْكُ المعاصي لاقترانِه بالتهديد والوعيدِ، قال معناه الزمخشري.
* ﴿ وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ نَسُواْ اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُولَائِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾
قوله: ﴿وَلاَ تَكُونُواْ﴾: العامَّةُ على الخطابِ. وأبو حيوة بالغَيْبة على الالتفاتِ.
* ﴿ لاَ يَسْتَوِيا أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَآئِزُونَ ﴾
قوله: ﴿أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَآئِزُونَ﴾: كالتفسير لنفي تساوِيْهما. و "هم" يجوزُ أَنْ يكونَ فَصْلاً، وأَنْ يكونَ مبتدأ، فعلى الأول الإِخبارُ بمفردٍ، وعلى الثاني بجملةٍ.
* ﴿ لَوْ أَنزَلْنَا هَاذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾
قوله: ﴿خَاشِعاً﴾: حالٌ؛ لأن الرؤيةَ بَصَرية. وقرأ طلحة "مُصَّدِّعاً" بإدغام التاء في الصاد.
(١٣/٣٧٠)
---


الصفحة التالية
Icon