سورة الصف
* ﴿ كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُواْ مَا لاَ تَفْعَلُونَ ﴾
قوله: ﴿كَبُرَ مَقْتاً﴾: فيه أوجهٌ، أحدها: أَنْ يكونَ مِنْ باب نِعْم وبِئْسَ، فيكون في "كَبُرَ" ضميرٌ مبهمٌ مفسَّرٌ بالنكرة بعدَه. "وأَنْ تقولوا" هو المخصوصُ بالذمِّ فيجيء فيه الخلافُ المشهورُ: هل رَفْعُه بالابتداء، وخبرُه الجملة مقدمةً عليه، أو خبرُه محذوفٌ، أو هو خبرُ مبتدأ محذوفٍ، كما تقدَّم تحريرُه. هذه قاعدةٌ مُطَّردةٌ: كلُّ فعلٍ يجوز التعجبُ منه يجوزُ أَنْ يُبْنَى على فَعُلَ بضم العين ويَجْري مَجْرى نِعْم وبئس في جميعِ الأحكام. والثاني: أنه من أمثلةِ التعجبِ. وقد عدَّه ابنُ عصفور في التعجبِ المبوبِ له في النحو فقال: "صيغة ما أفْعَلَه وأَفْعِلْ به ولَفَعُل نحو: لَرَمُوَ الرجل". وإليه نحا الزمخشري فقال: "هذا مِنْ أفصحِ كلامٍ وأبلغِه في معناه: قَصَدَ في "كَبُرَ" التعجَب من غير لفظه كقوله:
٤٢٥٦ -......................... *.......... غلَتْ نابٌ كُلَيْبٌ بَواؤُها
(١٣/٣٨٨)
---


الصفحة التالية
Icon