قوله ﴿كَمَثَلِ الْحِمَارِ﴾ هذه قراءةُ العامَّةِ. وقرأ عبدُ الله "حِمارٍ" منكَّراً. وهو في قوة قراءةِ الباقين؛ لأنَّ المراد بالحمارِ الجنسُ. ولهذا وُصِفَ بالجملةِ بعده كما سيأتي. وقرأ المأمون ابن هارون الرشيد "يُحَمَّلُ" مشدَّداً مبنياً للمفعول. والجملة مِنْ "يَحْمِلُ" او "يُحْمَّلُ" فيها وجهان، أحدُهما: - وهو المشهورُ - أنَّها في موضع الحال من "الحمار" والثاني: أنَّها في موضع الصفةِ للحمار لجريانِه مَجْرى النكرة؛ إذ المُرادِ به الجنسُ. قال الزمخشري: "أو الجرِّ على الوصفِ؛ لأنَّ الحمارَ كاللئيمِ في قوله:
٤٢٦١ - ولَقد أَمُرُّ على اللئيمِ يَسُبُّني *......................
وقد تقدَّم تحريرُ هذا، وأنَّ منه عند بعضِهم ﴿وَآيَةٌ لَّهُمُ الْلَّيْلُ نَسْلَخُ﴾ وأنَّ "نَسْلَخُ" نعتٌ لـ"الليل. والجمهورُ يَجْعَلون حالاً للتعريف اللفظي. وأمَّا على قراءةِ عبد الله فالجملةُ وصفٌ فقط، ولا يمتنعُ أَنْ تكونَ حالاً عند سيبويه.
والأَسْفار: جمعُ سِفْرٍ، وهو الكتابُ المجتمعُ الأوراقِ.
(١٣/٣٩٩)
---


الصفحة التالية
Icon