قوله: ﴿يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ﴾: هذه المسألةُ عَدَّها النحاةُ من الإِعمالِ، وذلك أنَّ "تعالَوا" يطلبُ "رسولُ الله" مجروراً بـ إلى، أي: تعالَوا إلى رسولِ الله، و"يَسْتغفر" يَطْلبه فاعلاً، فأعمل الثاني، ولذلك رفعَه، وحَذَف من الأول؛ إذ التقدير: تعالَوْا إليه، ولو أَعْمل الأولَ لقيل: إلى رسولِ الله / يَسْتغفر، فيُضمر في "يَسْتغفر" فاعلٌ ويمكن أَنْ يقال: ليَستْ هذه من الإِعمال في شيء لأنَّ قولَه: "تعالَوْا" أمرٌ بالإِقبال من حيث هو، لا بالنَّظر إلى مُقْبَلٍ عليه.
قوله: ﴿لَوَّوْاْ﴾ هذا جوابُ "إذا". وقرأ نافع "لَوَوْا" مخففاً، والباقون مشدَّداً على التكثير و "يَصُدُّون" حال لأنَّ الرؤيةَ بَصَريَّةٌ، وكذا قولُه "وهم مُستكبرون" حالٌ أيضاً: إمَّا من صاحب الحالِ الأولى، وإمَّا مِنْ فاعل "يَصُدُّون" فتكونُ متداخلةً. وأتى بـ"يَصُدُّون" مضارعاً دلالةً على التجدُّدِ والاستمرار. وقرِىء "يَصِدُّون" بالكسر وقد تقدَّمنا في الزخرف.
(١٤/١)
---
* ﴿ سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾


الصفحة التالية
Icon