قوله: ﴿أَسْتَغْفَرْتَ﴾: قراءةُ العامَّةُ بهمةٍ مفتوحةٍ مِنْ غير مَدّ، وهي همزةُ التسويةِ التي أصلُها الاستفهامُ. وقرأ يزيد ابن القعقاع "آسْتَغْفَرْت". بهمزةٍ ثم ألفٍ، فاختلف الناس في تأويلِها، فقال الزمخشري: "إشْباعاً لهمزة الاستفهام للإِظهارِ والبيان، لا قَلْباً لهمزة الوصل كما في "آلسحرُ" و "آللهُ" يعني أنه أشبع فتحةَ همزةِ التسويةِ فتولَّد منها ألفٌ، وقَصْدُه بذلِك إظهارُ الهمزةِ وبيانُها، لا أنه قَلَبَ الوصَل ألفاً كما قَلَبها في قولِه: "آلسحرُ" "آللهُ أَذِنَ لكم" لأنَّ هذه الهمزةً الوَصْلَ، فهي تَسْقُط في الدَّرْج. وأيضاً فهي مكسورةً فلا يَلْتبسُ معها الاستفهامُ بالخبر: بخلاف "آلسحر" و "آلله". وقال آخرون: هي عِوَضٌ من همزةِ الوصلِ. كما في "آلذَّاكَرَيْن" وهذا ليس بشيءٍ؛ لأنَّ هذه مكسورةٌ فكيف تُبْدَلُ ألفاً؟ وأيضاً فإنما قَلَبْناها هناك ألفاً ولم نحذِفْها، وإن كان حَذْفُها مُسْتحقاً، لئلا يلتبسَ الاستفهامُ بالخير، وهنا لا لَبْسَ.
(١٤/٢)
---


الصفحة التالية
Icon