قوله: ﴿وَأُوْلاَتُ الأَحْمَالِ﴾ متبدأ و "أَجَلُهُنَّ" مبتدأ ثانٍ و "أن يَضَعْن" خبره والجملة خبر الأول، أي وَضْع حَمْلهن. ويجوز أَنْ يكونَ "أَجلُهنَّ" بدلَ اشتمال مِنْ أُولات و "أنْ يضعن" خبرَ المبتدأ. والعامَّةُ على إفرادِ "حَمْلهنَّ" والضحاك "آجالُهُنَّ" جمع تكسير.
* ﴿ ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً ﴾
قوله: ﴿وَيُعْظِمْ﴾: هذه قراءةُ العامَّةِ مضارعَ أَعْظَمَ، وابن مقسم "يُعَظِّمْ" بالتشديد مضارعَ عَظَّم مشدداً. والأعمش "نُعْظِم" مضارعَ أَعْظم، وهو التفاتٌ مِنْ غَيْبةٍ إلى تكلُّمٍ.
* ﴿ أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلاَ تُضَآرُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُواْ عَلَيْهِنَّ وَإِن كُنَّ أُوْلاَتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُواْ عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُواْ بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى ﴾
قوله: ﴿مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم﴾: فيه وجهان، أحدُهما: أنَّ "منْ" للتبعيض. قال الزمخشري: "مُبَعَّضُها محذوفٌ معناه: أَسْكنوهنَّ مكاناً مِنْ حيث سَكَنْتُمْ، أي: بعضَ مكانِ سُكْناكم، كقولهِ تعالى: ﴿يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَارِهِمْ﴾، أي: بعضَ أبصارِهم. قال قتادة: "إن لم يكنْ إلاَّ بيتٌ واحدٌ أسْكنها في بعضِ جوابنه". والثاني: أنها لابتداء الغاية قاله الحوفي وأبو البقاء. قال أبو البقاء: "والمعنى: تَسَبَّبُوا إلى إسكانِهِنَّ من الوجه الذي تُسْكِنون أنفسَكم. ودلَّ عليه قولُه مِنْ وُجْدِكم، والوُجْدُ: الغِنى".
(١٤/١٥)
---


الصفحة التالية
Icon