أي: قبول كثيرة ليتِمَّ المَدْحُ. وقال ابن عطية: "كَرَّتَيْن معناه مَرَّتَيِن، ونصبُها على المصدرِ". وقيل: الأُوْلى ليُرى حُسْنُها وستواؤُها، والثانية لتُبْصَرَ كواكبُها في سَيْرها وانتهائِها، وهذا تظاهُرٌ يُفْهِمُ التثنية فقط.
قوله: ﴿هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ﴾ هذه الجملةُ يجوز أن تكونَ مُعَلِّقَةً لفعلٍ محذوفٍ يَدُلُّ عليه "فارْجِعِ البصر" أي: فارْجِعِ البصرَ فانظر: هل ترى، وأَنْ يكونَ "فارجعِ البصر" مضمَّناً معنى انظر؛ لأنه بمعناه، فيكونُ هو المعلَّق. وأدغَم أبو عمرو لامَ "هل" في التاء هنا، وفي الحاقة وأَظْهرها الباقون، وهو المشهورُ في اللغة.
والفُطور: الصُّدوع والشُّقوق قال:
٤٢٨٣ - شَقَقْتُ القلب ثم ذَرَرْتُ فيه * هواكِ فَلِيْطَ فالتأَمَ الفُطورُ
* ﴿ ثُمَّ ارجِعِ البَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ البَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ ﴾
قوله: ﴿ يَنْقَلِبْ﴾: العامَّةُ بجزمِه على جوابِ الأمر، والكسائي / في روايةٍ برفعِه وفيه وجهان، أحدهما: أَنْ تكونَ حالاً مقدرة. والثاني: أنه على حذفِ الفاءِ أي: فينقلِبْ وخاسِئاً. حال وقوله: "وهو حسيرٌ" حال: إمَّا مِنْ صاحبِ الأولى، وإمَّا من الضمير المستتر في الحالِ قبلَها، فتكونُ متداخلةٌ. وقد تقدَّم مادتا "خاسئاً" و "حسيراً" في المؤمنين والأنبياء.
* ﴿ وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَآءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِّلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ ﴾
(١٤/٣٤)
---