قوله: ﴿الدُّنْيَا﴾: [يعني] منكم؛ لأنَّها فُعْلَى تأنيثُ أَفْعَلِ التفضيلِ. و "جَعَلْناها" يجوزُ في الضميرِ وجهان، أحدُهما: أنه عائدٌ على "مَصابيحَ" وهو الظاهر. قيل: وكيفيةُ الرَّجْم: أَنْ يُؤْخَذَ نارٌ من ضوءِ الكوكبِ، يُرْمى به الشيطانُ والكوكبُ في مكانِه لا يُرْجَمُ به. والثاني: أنَّ الضميرَ يعودُ على السماء والمعنى: منها، لأنَّ السماءَ ذاتَها ليست للرُّجوم، قاله الشيخ. وفيه نظرٌ لعدمِ ظهورِ عَوْدِ الضميرِ على السماءِ. كضَرْبِ الأميرِ، ويجوزُ أَنْ يكونَ باقياً على مصدريتِه، ويُقَدَّرُ مُضافٌ أي: ذاتُ رُجوم. وجَمْعُ المصدرِ باعتبارِ أنواعِه، فعلى الأولِ يتعلَّقُ قولُه: "للشياطين" بمحذوفٍ على أنه صفةٌ لـ رُجوماًـ، وعلى الثاني لا تعلُّقَ له منوناً مجموعاً. ويجوزُ أَنْ يكونَ صفةً له أيضاً كالأولِ فيتعلَّقُ بمحذوفٍ. وقيل: الرُّجومُ هنا: الظنونُ والشياطينُ شياطينُ الإِنْسِ، كما قال:
٤٢٨٣ -........................ * وما هو عنها بالحديثِ المُرَجَّمِ
* ﴿ وَلِلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾
قوله: ﴿وَلِلَّذِينَ كَفَرُواْ﴾: خبرٌ مقدَّمٌ في قراءةِ العامَّةِ، و "عذابُ جهنَم" مبتدَؤُه. وفي قراءةِ الحسن والضحاك والأعرج "عذابَ السعير" فعطَفَ منصوباً على منصوب، ومجروراً على مجرورٍ، وأعاد الخافضَ؛ لأنَّ المعطوفَ عليه ضميرٌ. والمخصوصُ بالذمِّ محذوفٌ أي: وبئسَ المصيرُ مَصيرُهم، أو عذابُ جهنم، أو عذابُ السعير.
* ﴿ إِذَآ أُلْقُواْ فِيهَا سَمِعُواْ لَهَا شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ ﴾
قوله: ﴿لَهَا﴾: متعلِّقٌ بمحذوفٍ على أنه حالٌ مِنْ "شهيقاً" لأنه في الأصلِ صفتُه. ويجوزُ أَنْ يكونَ على حَذْفِ مضافٍ أي: سمعوا لأهلها. و"وهي تفور" جملةٌ حاليةٌ.
(١٤/٣٥)
---


الصفحة التالية
Icon