وقوله: ﴿كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ﴾ حالٌ من القوم، أو مستأنفةٌ. وقرأ أبو نهيك "أَعْجُزُ" على أَفْعُل نحو: ضَبُع وأَضْبُع. وقُرِىء "نخيل" حكاه الأخفشُ، وقد تقدَّم أنَّ اسم الجنس يُذَكَّرُ ويؤنَّثُ، واختير هنا تأنيثهُ للفواصلِ، كما اخْتِير تذكيرُه لها في سورةِ القمر كما تقدَّم التنبيهُ عليه.
* ﴿ فَهَلْ تَرَى لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ ﴾
قوله: ﴿فَهَلْ تَرَى﴾: أدغم اللامَ في التاءِ أبو عمروٍ وحَده، وتقدم في الملك. و "مِنْ باقية" مفعولُه و "مِنْ" مزيدةٌ، والتاءُ في "باقية" قيل: للمبالغةِ، أي: مِنْ باقٍ، والأحسنُ أَنْ تكونَ صفةً لفرقةٍ أو طائفة ونحو ذلك.
* ﴿ وَجَآءَ فِرْعَوْنُ وَمَن قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ ﴾
قوله: ﴿وَمَن قَبْلَهُ﴾: قرأ بكسر القاف وفتح الباء أبو عمروٍ والكسائي، أي: ومَنْ هو في جهتِه، ويؤيِّدُه قراءةُ أبي موسى و "مَنْ تِلْقَاءَه" وقرأه أُبَيٌّ "ومَنْ تبعه"، والباقون بالفتحِ والسكونِ على أنَّه ظرفٌ، أي: ومَنْ تقدَّمه.
قوله: ﴿بِالْخَاطِئَةِ﴾ إمَّا أَنْ يكونَ صفةً /، أي: بالفَعْلَةِ أو الفَعَلات الخاطئة، وإمَّا أن يكون مصدراً كالخَطَأ فيكون كالعافية والكاذبة.
* ﴿ إِنَّا لَمَّا طَغَا الْمَآءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ ﴾
قوله: ﴿فِي الْجَارِيَةِ﴾: غَلَبَ استعمالُ "الجارية" في السفينة كقولِه:
٤٣١٨ - تِسْعُونَ جاريةً في بطنِ جاريةٍ *..........................
هو من الألغاز، قال تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ﴾
* ﴿ لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَآ أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ﴾
(١٤/٦٨)
---


الصفحة التالية
Icon