قوله: ﴿وَقَاراً﴾: يجوزُ أَنْ يكونَ مفعولاً به على معانٍ، منها: ما لكم لا تَأْمُلُوْنَ له تَوْقيراً أي: تعظيماً. قال الزمخشري: "والمعنى: ما لكم لا تكونون على حال تأمُلُون فيها تعظيمَ اللَّهِ إياكم في دارِ الثواب؟ و "لله" بيانٌ للموَقَّرِ، ولو تأخَّر لكان صلةً" انتهى. أي: لو تأخِّر "لله" عن "وَقارا" لكان متعلِّقاً به، فيكونُ التوقيرُ منهم للَّهِ تعالى، وهو عكسُ المعنى الذي قصده. ومنها: لا تخافون للَّهِ حِلْماً وتَرءكَ معاجلةٍ بالعقابِ فتؤمنوا. ومنها: لا تخافون لله عظمةً. وعلى الأولِ يكون الرجاءُ على بابه، وقد تقدَّم أنَّ استعمالَه بمعنى الخوفِ مجازٌ أو مشتركٌ. وأن يكونَ حالاً مِنْ فاعل "تَرْجُون" أي: موقِّرين اللَّهَ تعالى، أي تُعَظِّمونه، فـ"للَّهِ" متعلقٌ بمحذوفٍ على أنه حالٌ مِنْ "وَقارا"، أو تكون اللامُ زائدةً في المفعول به، وحَسَّنه هنا أمران: كوْنُ العاملِ فَرْعاً، وكونُ المعمولِ مقدَّماً، و "لا تَرْجُون" حالٌ وتقدَّم نظيرُه في المائدة.
* ﴿ وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً ﴾
قوله: ﴿وَقَدْ خَلَقَكُمْ﴾: جملةٌ حاليةٌ مِنْ فاعلِ "تَرْجُون". والأَطْوارُ: الأحوالُ المختلفةُ. قال الشاعر:
٤٣٤٠ - فإنْ أفاقَ قد طارَتْ عَمَايَتُه * والمَرْءُ يُخْلَقُ طَوْراً بعد أطوارِ
وانتصابُه على الحالِ أي: مُتَنَقِّلين من حالٍ إلى حالٍ، أو مختلِفين مِنْ بينِ مُسِيْءٍ ومُحْسِنٍ، وصالحٍ وطالحٍ.
* ﴿ أَلَمْ تَرَوْاْ كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً ﴾
قوله: ﴿طِبَاقاً﴾: تقدَّم الكلامُ عليه في سورة المُلك. وقال مكي: "وأجاز الفراء في غيرِ القرآنِ جَرَّ "طباق" على النعت لـ"سموات"، يعني أنه يجوزُ أَنْ يكونَ صفةً للعددِ تارةً وللمعدودِ أخرى.
* ﴿ وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً ﴾
(١٤/١٠٤)
---


الصفحة التالية
Icon