---
٤٣٤٧ -....................... * وزَجَّجْنَ الحواجبَ والعُيونا
فنصَبَ "العيونَ" لإِتباعِها الحواجبَ، وهي لا تُزَجَّجُ. إنما تُكَحَّلُن فأضمر لها الكُحْلَ" انتهى. فأشار إلى شيءٍ مِمَّا ذكرَه مكيٌّ وأجاب عنه. وقال الزجَّاج: "لكنَّ وجهَه أَنْ يكونَ محمولاً على معنى "آمنَّا به"، لأنَّ معنى "آمَنَّا به" صَدَّقْناه وعَلِمْناه، فيكون المعنى: صَدَّقْنا أنه تعالى جَدُّ ربِّنا".
الثالث: أنه معطوفٌ على الهاء به "به"، أي: آمنَّا به وبأنه تعالى جَدُّ ربِّنا، وبأنه كان يقولُ، إلى آخره، وهو مذهب الكوفيين. وهو وإن كان قوياً من حيث المعنى إلاَّ أنَّه ممنوعٌ مِنْ حيث الصناعةُ، لِما عَرَفْتَ مِنْ أنَّه لا يُعْطَفُ على الضميرِ المجرورِ إلاَّ بإعادةِ الجارِّ. وقد تقدَّم تحقيقُ هذَيْن القولَيْن مستوفىً في سورةِ البقرة عند قولِه: ﴿وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾ على أنَّ مكِّيَّاً قد قَوَّى هذا لمَدْرَكٍ آخرَ وهو حَسَنٌ جداً، قال رحمه الله: "وهو - يعني العطفَ على الضميرِ المجرورِ دونَ إعادةِ الجارِّ - في "أنَّ" أجوَدُ منه في غيرها، لكثرةِ حَذْفِ حرفِ الجرِّ مع "أنَّ".
(١٤/١١٤)
---


الصفحة التالية
Icon