* ﴿ وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَآءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً ﴾
قوله: ﴿فَوَجَدْنَاهَا﴾: فيها وجهان، أظهرُهما: أنَّها متعدِّيَةٌ لواحدٍ؛ لأنَّ معناها أصَبْنا، وصادَفْنا، وعلى هذا فالجملةُ مِنْ قولِه "مُلِئَتْ" في موضعِ نصبٍ على الحال. والثاني: أنَّها متعدِّيةٌ لاثنينِ، فتكونُ الجملةُ في موضعِ المفعولِ الثاني.
"وحَرَساً" منصوبٌ على التمييزِ نحو: "امتلأ الإِناءُ ماءً". والحَرَسُ اسمُ جمع لـ حارِس نحو: خَدَم لخادِم، وغَيَب / لغائِب، ويُجْمَعُ تكسيراً على أحْراس، كقولِ امرىء القيس:
٤٣٤٨ - تجاوَزْتُ أَحْراساً وأهوالَ مَعْشَرٍ * عليَّ حِراصٍ لو يُشِرُّون مَقْتلي
والحارس: الحافظُ الرقيبُ، والمصدرُ الحِراسةُ. و "شديداً" صفةٌ لـ حَرَس على اللفظِ، كقوله:
٤٣٤٩ - أخشى رُجَيْلاً ورُكَيْباً عادِياً
ولو جاءَ على المعنى لقيل: شِداداً بالجمع.
وقوله: ﴿وَشُهُباً﴾ جمعُ شِهاب كـ كِتاب وكُتُب. وهل المرادُ النجومُ أو الحَرَسُ أنفسُهم؟ وإنما عَطَفَ بعضَ الصفاتِ على بعضٍ عند تغايُرِ اللفظِ كقولِه:
٤٣٥٠ -............................ *.......... أتى مِنْ دُونِها النَّأْيُ والبُعْدُ
وقرأ الأعرج "مُلِيَتْ" بياءٍ صريحةٍ دونَ همزةٍ. ومقاعِد جمعُ مَقْعَد اسمَ مكان.
* ﴿ وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَّصَداً ﴾
قوله: ﴿الآنَ﴾: هو ظرفٌ حاليٌّ. واستعير هنا للاستقبال كقوله:
٤٣٥١ -.................. ولكنْ * سأسْعى الآن إذ بلغَتْ أناها
(١٤/١١٨)
---


الصفحة التالية
Icon