فاقترنَ بحرفِ التنفيس، وقد تقدَّم هذا في البقرة عند قوله ﴿فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ﴾ ورَصَداً: إمَّا مفعولٌ له، وإمَّا صفة لشِهاباً، أي: ذا رَصَد وجعل الزمخشريُّ الرَّصَد اسمَ جمعٍ كَحَرَس، فقال: "والرَّصدُ: اسمُ جَمْعٍ للراصِد كـ حَرَس على معنى: ذوي شِهابٍ راصِدين بالرَّجْم، وهم الملائكةُ. ويجوزُ أَنْ يكونَ صفةً للشِّهاب، بمعنى الراصِد، أو كقولِه:
٤٣٥٢ -............................. *................... ومِعَىً جِياعاً
* ﴿ وَأَنَّا لاَ نَدْرِيا أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً ﴾
قوله: ﴿أَشَرٌّ أُرِيدَ﴾: يجوزُ فيه وجهان، أحسنُهما، الرفعُ بفعلٍ مضمرٍ على الاشتغالِ، وإنما أحسنُ لتقدُّمِ طالبِ الفعلِ، وهو أداةُ الاستفهامِ. والثاني: الرفعُ على الابتداءِ. ولقائلٍ أَنْ يقولَ: يتعيَّنُ هنا الرفعُ بإضمارِ فعلٍ لمَدْركٍ آخر: وهو أنَّه قد عُطِفَ بـ"أم" فِعْلٌ، فإذا أَضْمَرْنا الفعلَ رافِعاً كُنَّا قد عَطَفْنا جملةً فعليةً على مِثْلِها بخلافِ رفعِه بالابتداءِ، فإنَّه حينئذٍ يُخْرِجُ "أم" عن كونِها عاطفةً إلى كونِها منقطعةً، إلاَّ بتأويلٍ بعيدٍ: وهو أنَّ الأصلَ: أشرٌّ أُريد بهم أم خيرٌ، فوَضَعَ قولَه ﴿أَمْ أَرَادَ بِهِمْ﴾ موضعَ "خيرٌ" وقولَه "أشرٌ" سادٌّ مَسَدَّ مفعولَيْ "ندري" بمعنى أنه مُعَلِّقٌ له، وراعى معنى "مَنْ" في قولِه ﴿بِهِمْ رَبُّهُمْ﴾ فجَمَعَ.
* ﴿ وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَآئِقَ قِدَداً ﴾
(١٤/١١٩)
---


الصفحة التالية
Icon