وقوله: ﴿غَدَقاً﴾ الغَدَقُ بفتح الدال وكسرِها: لغتان في الماءِ الغزيرِ، ومنه الغَيْداقُ: الماءُ الكثيرُ، وللرجلِ الكثيرِ العَدْوِ، والكثيرِ النطقِ. ويقال: غَدِقَتْ عينُه تَغْدَقُ أي: هَطَلَ دَمْعُها غَدَقاً. وقرأ العامَّةُ "غَدقاً" بفتحتَيْن. واصم - فيما رَوَى عنه الأعشى - بفتحِ الغينِ وكَسْرِ الدالِ، وتقدَّم أنهما لغتان.
* ﴿ لِّنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً ﴾
قوله: ﴿يَسْلُكْهُ﴾: الكوفيون بياءِ الغَيْبة، وهي واضحةٌ، لإِعادةِ الضميرِ على الربِّ تعالى. وباقي السبعةِ بنونِ العظمة على الالتفات، هذا كما تقدَّم في قولِه: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى﴾ ثم قال: ﴿بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَآ﴾. وقرأ ابن جندب "نُسْلِكْه" بنونٍ مضمومة مِنْ أَسْلَكه. وبعضُهم بالياء مِنْ تحتُ مضومةً، وهما لغتان. يُقال: سَلَكه وأسلكه. وأُنْشِدَ:
٣٤٥٧ - حتى إذا أَسْلكوهم في قُتائِدَةٍ *............................
(١٤/١٢٣)
---


الصفحة التالية
Icon