وسَلَكَ وأَسْلك وأَسْلك يجوزُ فيهما أَنْ يكونا ضُمِّنا معنى / الإِدخالِ فكذلك يتعدَّيان لاثنين. ويجُوز أَنْ يقالَ: يتعدَّيان إلى أحدِ المفعولَيْن بإسقاطِ الخافضِ، كقولِه: ﴿وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ﴾، فالمعنى: يُدْخِلْه عذاباً، أو يَسْلُكْه في عذاب، هذا إذا قلنا: إنَّ "صَعَداً" مصدرٌ. قال الزمخشري: "يقال: صَعِدَ صَعَداً وصُعوداً، فوصف به العذاب؛ لأنه يَتَصَعَّدُ المُعَذَّب أي يَعْلُوه ويَغْلِبُه، فلا يُطيقه. ومنه قولُ عمرَ رضي الله عنه: "ما تَصَعَّدني شيءٌ ما تَصَعَّدَتْني خطبةُ النكاحِ" يريد: ما شقَّ عليَّ ولا غَلَبَني". وأمَّا إذاجَعَلْناه اسماً لصَخْرةٍ في جهنمَ، كما قاله ابنُ عباسٍ وغيرُه، فيجوزُ فيه وجهان، أحدهما: أَنْ يكونَ "صَعَداً" مفعولاً به أي: يَسْلُكْه في هذا الموضع، ويكون "عذاباً" مفعولاً مِنْ أَجْلِه. والثاني: أَنْ يكونَ "عذاباً" مفعولاً ثانياً، كما تَقَدَّم، و "صَعَداً" بدلاً مِنْ عذاب، ولكنْ على حَذْفِ مضافٍ أي: عذابَ صَعَدٍ.
و "صَعَداً" بفتحتَيْن هو قراءةُ العامَّة. وقرأ ابن عباس والحسنُ بضمِّ الصاد وفتح العين، وهو صفةٌ تقتضي المبالغة كـ حُطَمٍ ولُبَدٍ، وقُرِىءَ بضمَّتين وهو وصفٌ أيضاً كـ جُنُب وشُلُل.
* ﴿ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُواْ مَعَ اللَّهِ أَحَداً ﴾
(١٤/١٢٤)
---