قوله: ﴿مَنْ أَضْعَفُ﴾ يجوزُ في "مَنْ" أن تكونَ استفهاماً فترتفعَ بالابتداء، و "أضعفُ" خبرُه. ؟ والجملةُ في موضعِ نصبٍ سادَّةً مَسَدَّ المفعولَيْن لأنها مُعَلِّقَةٌ للعلمِ قبلَها، وأَنْ تكونَ موصولةً، و "أَضْعَفْ" خبرُ مبتدأ مضمرٍ. أي: هو أَضْعَفُ. والجملةُ صلةٌ وعائدٌ. وحَسَّن الحَذْفَ طولُ الصلةِ بالتمييزِ. والموصولُ مفعولٌ للعِلْم بمعنى العِرْفان.
* ﴿ قُلْ إِنْ أَدْرِيا أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّيا أَمَداً ﴾
قوله: ﴿أَقَرِيبٌ﴾: خبرٌ مقدَّمٌ و "ما تُوعَدون" [مبتدأ]. ويجوز أن يكون "قريبٌ" مبتدأً لاعتماده على الاستفهام. و "ما تُوعَدون" فاعلٌ به أي: أقربُ الذي تُوْعَدون، نحو: أقائمٌ أبواك. و "ما" يجوزُ أَنْ تكونَ موصولةً، فالعائدُ محذوفٌ، وأَنْ تكونَ مصدريةً فلا عائدَ / و "أم": الظاهرُ أنها متصلةٌ. وقال الزمخشري: "فإنْ قلتَ ما معنى ﴿أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّيا أَمَداً﴾ والأمدُ يكونُ قريباً وبعيداً؟ ألا ترى إلى قولِه ﴿تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدَاً بَعِيداً﴾ قلت: كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يَستَقْرِبُ المَوْعِدَ فكأنه قال: ما أَدْري أهو حالٌ متوقَّعٌ في كلِّ ساعةٍ أم مُؤَجَّلٌ ضُرِبَتْ غايةٌ
* ﴿ عَالِمُ الْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً ﴾
قوله: ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ﴾: العامَّةُ على رفعِهِ: إمَّا بدلاً مِنْ "ربي"، وإمَّا بياناً له، وإمَّا خبراً لمبتدأ مضمرٍ أي: هو عالِمُ. و قُرِىء بالنصبِ على المدحِ. وقرأ السُّدِّي "عَلِمَ الغيبَ" فعلاً ماضياً ناصباً للغيب.
قوله: ﴿فَلاَ يُظْهِرُ﴾ العامَّةُ على كونِه مِنْ أظْهر. و "أحَداً" مفعولٌ به. وقرأ الحسن "يَظْهَرُ" بفتحِ الياءِ والهاءِ، مِنْ ظَهَر ثلاثياً. "أحَدٌ" فاعلٌ به.
* ﴿ عَالِمُ الْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً ﴾
(١٤/١٣١)
---