ومِمَّنْ ذَهَبَ إليه أبو إسحاقَ فإنه قال: "نصفَه" بدلٌ من "الليل" و "إلاَّ قليلاً" استثناءٌ من النصفِ. والضميرُ في "منه" و "عليه" عائدٌ للنصف. المعنى: قُمْ نصفَ الليل أو انقُصْ من النصفِ قليلاً إلى الثلثِ، أو زِدْ عليه قليلاً إلى الثلثَيْن، فكأنَّه قال: قُمْ ثلثَيْ الليل أو نصفَه أو ثلثَةه". قلت: والتقديراتُ الت يُبْرزونها ظاهرةٌ حسنةٌ، إلاَّ أنَّ التركيبَ لا يُساعِدُ عليها، لِما عَرَفْتَ من الإِشكال الذي ذكَرْتُه لك آنفاً.
الثاني: أَنْ يكونَ "نصفَه" بدلاً مِنْ "قليلاً"، وإليه ذهب الزمخشريُّ وأبو البقاء وابنُ عطية. قال الزمخشريُّ: "وإنْ شِئْتَ جَعَلْتَ "نصفَه" بدلاً مِنْ "قليلاً"، وكان تخييراً بين ثلاثِ: بين قيامِ الصنفِ بتمامِه، وبين قيامِ الناقصِ منه، وبين قيامِ الزائدِ عليه، وإنما وَصَفَ النصفَ بالقِلَّةِ بالنسبة إلى الكلِّ". قلت: وهذا هو الذي جعله أبو البقاء أَشْبَهَ مِنْ جَعْلِه بدلاً من "الليل" كما تقدَّمَ.
(١٤/١٣٦)
---