واللُّوْحُ بالضمِّ: الهواءُ بين السماءِ والأرضِ، والبَشَرُ: إمَّا جَمْعُ بَشَرَة، أي: مُغَيِّرة للجُلود، [وإمَّا المُرادُ به الإِنْسُ] واللامُ في "للبَشَرِ] مُقَوِّيَةٌ كهي في ﴿لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ﴾، وقراءةُ النصبِ في "لَوَّاحَةً" مقوِّيَةٌ لكونِ "لا تُبْقي" في محلِّ الحالِ.
* ﴿ عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ ﴾
قوله: ﴿عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ﴾: هذه الجملةُ فيها وجهان - إعني: الحاليةَ والاستئنافَ - وفي هذه الكلمةِ قراءاتٌ شاذةٌ، وتوجيهاتٌ تُشاكِلُها. وقرأ أبو جعفر وطلحةُ "تسعَة عْشَر" بسكون العين مِنْ "عَشر" تخفيفاً لتوالي خمسة حركاتٍ مِنْ جنسِ واحدٍ / وهذه كقراءةِ ﴿أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً﴾، وقد تقدَّمَتْ.
وقرأ أنسٌ وابنُ عباس "تسعةُ" بضمِّ التاء، "عَشَرَ" بالفتح، وهذه حركةُ بناءٍ، ولا يجوزُ أَنْ يُتَوَهَّمَ كونُها إعراباً؛ إذا لو كانَتْ للإِعرابِ لَجُعِلَتْ في الاسمِ الأخيرِ لِتَنَزُّلِ الكلمتَيْن منزلةَ الكلمةِ الواحدةِ، وإنما عُدِل إلى الضمة كراهةَ توالي خمسِ حركاتٍ. وعن المهدويِّ. "مَنْ قرأ "تسعةُ عَشَر" فكأنه من التداخُلِ كأنه أراد العدفَ فتركَ التركيبَ ورَفَعَ هاءَ التأنيث، ثم راجَعَ البناءَ وأسكنَ" انتهى. فَجَعَلَ الحركةَ للإِعراب. ويعني بقولِه "أسكنَ"، أي: أسكنَ راءَ "عشر" فإنه هذ القراءة كذلك.
(١٤/١٦٥)
---


الصفحة التالية
Icon