٤٣٩٦ - أبعدَ الذي بالنّعْفِ نَعْفِ كُوَيْكِبٍ * رَهينةٍ رَمْسٍ ذي تُرابٍ وجَنْدلِ
كأنه قال: رَهْنِ رَمْسٍ. الثاني: أنَّ الهاءَ للمبا
لغةِ. والثالث: أنَّ التأنيثَ لأجلِ اللفظ. واختار الشيخُ أنَّها بمعنى مَفْعول وأنها كالنَّطيحة. قال: "ويَدُلُّ على ذلك: أنَّه لَمَّا كان خبراً عن المذكر كان بغيرِ هاءٍ، قال تعالى: ﴿كُلُّ امْرِىءٍ بِمَا كَسَبَ رَهَينٌ﴾ فأنت ترى حيث كان خبراً عن المذكر أتى بغيرِ تاءٍ، وحيث كان خبراً عن المؤنثٍ أتى بالتاء. فأمَّا الذي في البيت فأُنِّث على معنى النفس".
* ﴿ إِلاَّ أَصْحَابَ الْيَمِينِ ﴾
قوله: ﴿إِلاَّ أَصْحَابَ الْيَمِينِ﴾: فيه وجهان، أحدُهما: أنها استثناءٌ متصلٌ؛ إذ المرادُ بهم المسلمون الخالِصون الصالحون. والثاني: أنه منقطعٌ؛ إذ المرادُ بهم الأطفالُ أو الملائكةُ.
* ﴿ فِي جَنَّاتٍ يَتَسَآءَلُونَ ﴾
قوله: ﴿فِي جَنَّاتٍ﴾: يجوزُ أَنْ يكونَ خبرَ مبتدأ مضمرٍ، أي: هم في جناتٍ، وأن يكونَ حالاً مِنْ "أصحابَ اليمين"، وأَنْ يكونَ حالاً من فاعل "يَتَساءلون" ذكرهما أبو البقاء. ويجوزُ أَنْ يكونَ ظرفاً لـ"يتساءلون" وهو أظهرُ من الحالية مِنْ فاعِله. و "يتساءلون" يجوزُ أَنْ يكونَ على بابِه، أي: يَسْألون غيرَهم، نحو: دَعَوْتُه وتَداعيْتُه.
* ﴿ قَالُواْ لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ﴾
قوله: ﴿لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ﴾: هذا هو الدالُّ على فاعلِ سَلَكَنا كذا الواقعِ جواباً لقولِ المؤمنين لهم: ما سلككم؟ التقدير: سَلَكَنا عدمُ صَلاتِنا وكذا وكذا. وقال أبو البقاء: "هذه الجملةُ سَدَّتْ مَسَدَّ الفاعلِ وهو جوابُ ما سَلَككم" ومرادُه ما قَدَّمْتُه. وإنْ كانَ في عبارتِه عُسْرٌ.
(١٤/١٧٢)
---


الصفحة التالية
Icon