قوله: ﴿إِنَّ مَا تُوعَدُونَ﴾: هذا جوابُ القسمِ في قولِه والمُرْسَلاتِ"، وما بعده معطوفٌ عليه، وليس قَسَماً مستقلاً، لِما تقدَّم في أولِ هذا الموضوع، ولوقوعِ الفاءِ عاطفةً؛ لأنها لا تكونُ للقَسَم، و "ما" موصولةٌ بمعنى الذي - هي اسمُ "إنَّ" و "تُوْعَدون" صلَتُها، والعائدُ محذوفٌ أي: إنَّ الذي تُوْعَدُونه. و "لَواقعٌ" خبرُها. وكان مِنْ حَقِّ "إنَّ" أَنْ تُكْتَبَ منفصلةً من "ما" الموصولةِ، ولكنهم كتبوها متصلةً بها.
* ﴿ فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ ﴾
قوله: ﴿فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ﴾: "النجومُ" مرتفعةٌ بفعلٍ مضمرٍ يُفَسِّره ما بعده عند البصريين غيرَ الأخفشِ، وبالابتداء عند الكوفيين والأخفشِ. وفي جواب "إذا" قولان: أحدُهما محذوفٌ تقديرُه: / فإذا طُمِسَت النجومُ وَقَعَ ما تُوْعَدون، لدلالةِ قولِه: "إنَّ ما تُوْعَدُوْن لَواقعٌ"، أو بَانَ الأمرُ. والثاني: أنَّه ﴿لأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ﴾ على إضمارِ القولِ، أي: يُقال: لأيِّ يومٍ، فالفعلُ في الحقيقةِ هو الجوابُ. وقيل: الجوابُ: "ويلٌ يومئذٍ" نقله مكي، وهو غَلَطٌ؛ لأنَّه لو كان جواباً لَزِمَتْه الفاءُ لكونِه جملةً اسميةً.
* ﴿ وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ ﴾
قوله: ﴿أُقِّتَتْ﴾: قرأ أبو عمروٍ "وُقِّتَتْ" بالواوِ، والباقون "أُقِّتَتْ" بهمزةٍ بدلَ الواوِ. قالوا: وهي الأصلُ؛ لأنَّه من الوَقْتِ، والهمزةُ بدلٌ منها؛ لأنَّها مضمومةٌ ضمةً لازِمَةً. وقد تقدَّم ذِكْرُ ذلك في أولِ هذا الموضوع.
* ﴿ لأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ ﴾
قوله: ﴿لأَيِّ يَوْمٍ﴾: متعلِّقٌ بـ"أُجِّلَتْ" وهذه الجملةُ معمولةٌ لقولٍ مضمرٍ. أي: يُقال. وهذا القولُ المضمرُ يجوزُ أَنْ يكونَ جواباً لـ"إذا"، كما تقدَّم، وأَنْ يكونَ حالاً مِنْ مرفوعِ "أُقِّتَتْ" أي: مَقُولاً فيها: لأيِّ يومٍ أُجِّلَتْ.
* ﴿ لِيَوْمِ الْفَصْلِ ﴾
(١٤/٢٣٠)
---