قوله: ﴿لِيَوْمِ الْفَصْلِ﴾: بدلٌ مِنْ "لأيِّ يومٍ" بإعادةِ العاملِ. وقيل: بل تتعلِّق بفعلٍ مقدَّرٍ أي: أُجِّلَتْ ليومِ الفَصْل. وقيل: اللامُ بمعنى "إلى" ذكرهما مكيٌّ.
* ﴿ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ ﴾
قوله: ﴿وَيْلٌ﴾: مبتدأٌ، سَوَّغ الابتداءَ به كونُه دعاءً. وقال الزمخشري: "فإنْ قلتَ: كيف وقعَتِ النكرةُ مبتدأً في قولِه: "ويَلٌ"؟ قلت: هو في أَصْلِهِ مصدرٌ منصوبٌ سادٌّ مَسَدَّ فِعْلِه، ولكنه عُدِل به إلى الرفعِ للدلالةِ على ثباتِ معنى الهلاكِ ودوامِه للمدعُوِّ عليهم. ونحوُ ﴿سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ﴾ ويجوز: وَيْلاً له بالنصبِ، ولكن لم يُقْرَأْ به". قلت: هذا الذي ذكره ليس من المُسَوِّغاتِ التي عَدَّها النَّحْويون، وإنما المُسَوِّغُ ما ذكرْتُه لك مِنْ كونه دعاءً. وفائدةُ العدولِ إلى الرفع ما ذكره. و "يومئذٍ" ظرفٌ للوَيْل. وجَوَّز أبو البقاء أَنْ يكونَ صفةً لـ"وَيْلٌ" و "للمُكَذِّبين" خبرُه.
* ﴿ أَلَمْ نُهْلِكِ الأَوَّلِينَ ﴾
قوله: ﴿أَلَمْ نُهْلِكِ﴾: العامَّةُ على ضَمِّ حرفِ المضارعةِ مِنْ "أَهْلَكَ" رباعياً. وقتادة بفتحِه. قال الزمخشري: "مَنْ هَلَكه بمعنى: أَهْلكه. قال العجَّاج:
٤٤٥٥ - ومَهْمَهٍ هالكٍ مَنْ تعرَّجا
قلت: "فـ"مَنْ" معمولٌ لـ"هالك"، وهو مِنْ هَلَكَ. إلاَّ أنَّ بعضَ الناسِ جَعَلَ هذا دليلاً على إعمالِ الصفةِ المشبهةِ في الموصولِ، وجَعَلَها مِن اللازمِ؛ لأنَّ شرطَ الصفةِ المشبهةِ أَنْ تكونَ مِنْ فِعْلِ لازم، فعلى هذا لا دليلَ فيه.
* ﴿ ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الآخِرِينَ ﴾
(١٤/٢٣١)
---