قوله: ﴿كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ، ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ﴾: التكرارُ للتوكيد. وقد زَعَمَ الشيخُ جمالُ الدين ابنُ مالك أنَّه مِنْ بابِ التوكيدِ اللفظيِّ. ولا يَضُرُّ توسُّطُ حرفِ العطفِ. والنَّحْوِيُّون يَأَبَوْن هذا. ولا يُسَمُّونه إلاَّ عَطْفاً. وإنْ أفادَ التأكيدَ. والعامَّةُ على الغَيْبة في الفعلَيْن. والحسنُ وابنُ دينار وابن عامر بخلافٍ عنه بتاءِ الخطاب فيهما. والضحاك: الأولُ كالحسن، والثاني كالعامَّةِ. والغَيْبَةُ والخطابُ واضحان.
* ﴿ أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَاداً ﴾
قوله: ﴿مِهَاداً﴾: مفعولٌ ثانٍ لأنَّ الجَعْلَ بمعنى التصييرِ. ويجوزُ أَنْ يكونَ بمعنى الخَلْق، فيكون "مِهادا" حالاً مقدرة، و "أوتاداً" كذلك ولا بُدَّ مِنْ تأويلِها بمشتق أيضاً، أي: مُثَبَّتاتٍ. وأمَّا "سُباتاً" فالظاهر كونُه مفعولاً ثانياً. و "لباساً" يه استعارةٌ حسنةٌ وعليه قولُه:
٤٤٦٥ - وكم لِظَلامِ الليلِ عندك مِنْ يدٍ * تُخَبِّرُ أنَّ المانَوِيَّةَ تَكْذِبُ
وقرأ العامَّةُ "مِهاداً"، ومجاهد وعيسى وبعضُ الكوفيين "مَهْداً" وقد تقدَّم هاتان القراءتان في سورة طه، وأنَّ الكوفيين قَرؤوا "مَهْداً" في طه والزخرف فقط. وتقدَّم الفرقُ بينهما ثَمَّةَ.
* ﴿ وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً ﴾
قوله: ﴿وَهَّاجاً﴾: الوَهَّاجُ: المُضِيءُ المُتلألىءُ، مِنْ قولِهم: وَهَجَ الجَوْهَرُ، أي: تلألأ. ويُقال: وَهِجَ يَوْهَجُ كوَجِلَ يَوْجَلُ، ووَهَجَ يَهِجُ كوَعَدَ يَعِدُ.
* ﴿ وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَآءً ثَجَّاجاً ﴾
(١٤/٢٤٢)
---


الصفحة التالية
Icon