٤٤٧٤ - فَصَادَقْتُها وكَذَبْتُها * والمَرْءُ يَنْفَعُه كِذابُه
وقرأ عمر بن عبد العزيز والماجشون "كُذَّاباً" بضمِّ الكاف وشدِّ الذال، وفيها وجهان، أحدُها: أنه جمع كاذِب نحرك ضُرَّاب في ضارب. وانتصابُه على هذا على الحالِ المؤكِّدة، أي: وكَذَّبوا في حالِ كونِهم كاذبين. والثاني: أنَّ الكُذَّاب بمعنى الواحدِ البليع في الكذب. يقال: رجلٌ كُذَّاب كقولِك: "حُسَّان" فيُجْعَلُ وصفاً لمصدر كَذَّبوا، أي: تَكْذيباً كُذَّاباً مُفْرِطاً كَذِبُه، قالهما الزمخشري.
* ﴿ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَاباً ﴾
قوله: ﴿وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ﴾: العامَّةُ على النصبِ على الاشتغال، وهذا الراحجُ لتقدُّمِ جملةٍ فعليةٍ. وقرأ أبو السَّمَّال برفعِه على الابتاء وما بعدَه الخبرُ. وهذه الجملةُ مُعْتَرَضٌ بها بين السبب والمُسَبَّب؛ لأنَّ الأًل: وكَذَّبوا بآياتنا كِذَّاباً فذوقوا. فقوله "فذوقوا" مُتَسَبِّبٌ عن تكذيبهم.
قوله: ﴿كِتَاباً﴾ فيه أوجهٌ: أحدُها: أنه مصدرٌ مِنْ معنى "أَحْصَيْناه"، أي: أحصاءً. فالتجوُّزُ في نفسِ المصدرِ. الثاني: أنَّه مصدرٌ لـ"أَحْصَيْنا" لأنَّه في معنى "كَتَبْنا" فالتجوُّزُ في نفسِ الفعلِ. قال الزمخشري: "لالتقاءِ الإِحصاء والكَتْبِ في معنى الضَّبْطِ والتحصيل". الثالث: أَنْ يكونَ منصوباً على الحالِ بمعنى: مكتوباً في اللوح.
* ﴿ حَدَآئِقَ وَأَعْنَاباً ﴾
قوله: ﴿حَدَآئِقَ﴾: يجوزُ أَنْ يكونَ بدلاً مِنْ "مَفازاً" بدلَ اشتمال، أو بدلَ كل مِنْ كل مبالغةً: في أَنْ جُعَلَتْ نفسُ هذه الأشياء مفازاً. ويجوز أَنْ يكونَ منصوباً بإضمار "أَعْني". وقيل: "مَفازاً" بمعنى الفوز فيقدَّرُ مضافٌ، أي: فوزَ حدائق.
* ﴿ وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً ﴾
قوله: ﴿وَكَوَاعِبَ﴾: الكواعب: جمع كاعِب، وهي مَنْ كَعَبَ ثَدْيُها، أي: استدارَ. قال:
(١٤/٢٥١)
---