٤٤٧٥ - وكان مِجَنِّي دونَ مَنْ كَنْتُ أتَّقي * ثلاثُ شُخوصٍ كاعِبانِ ومُعْصِرُ
وقال قيس بن عاصم المِنْقَري:
٤٤٧٦ - وكم مِنْ حَصانٍ قد حَوَيْنا كَريمةٍ * ومِنْ كاعبٍ لم تَدْرِما البؤسُ مُعْصِرِ
والأَتراب تقدَّم ذكرُهن.
* ﴿ وَكَأْساً دِهَاقاً ﴾
قوله: ﴿دِهَاقاً﴾: صفةٌ لـ كأس. والدِّهاقُ: المَلأَى المُتْرَعَةُ. قيل: هو مأخوذٌ مِنْ دَهَقَه، أي: ضَغَطَهُ وشَدَّه بيدِه، كأنه ملأ اليدَ فانضغطَ. قال الشاعر:
٤٤٧٧ - لأَنْتِ إلى الفؤادِ أحَبُّ قُرْباً * من الصَّادي إلى الكأسِ الدهاق
وقيل: الدِّهاقُ: المتتابِعة. وأُنْشِد:
٤٤٧٨ - أتانا عامِرٌ يَبْغي قِراناً * فأتْرَعْنا له كأساً دِهاقا
* ﴿ لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ كِذَّاباً ﴾
قوله: ﴿وَلاَ كِذَّاباً﴾: الكسائيُّ بالتخفيف. والباقون بالتثقيلِ، وإنما وافق الكسائيُّ الجماعةَ في الأولِ للتصريحِ بفعلِه المشدَّدِ المقتضي لعدمِ التخفيفِ في "كِذّاباً" وهذا ما تقدَّم في قولِه ﴿فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ﴾ حيث لم يُخْتَلَفْ فيه، للتصريح معه بفعلهِ، بخلافِ الأول. وقال مكيٌّ "مَنْ شَدَّد جَعَلَه مصدرَ "كَذَّبَ" زِيْدَتْ فيه الألفُ كما زِيْدَتْ في "إكراماً"، وقولُهم "تَكْذيباً" جعلوا التاءَ عوضاً مِنْ تشديدِ العينِ، والياءَ بدلاً من الألف، غيَّروا أوَّلَه كما غيَّروا آخره. وأصلُ مصدر الرباعيِّ أَن أَنْ يأتيَ على عَدَدِ حروفِ الماضي بزيادة ألفٍ، مع تغييرِ الحركات. وقد قالوا "تَكَلُّماً" فأتى المصدرُ على عددِ حروفِ الماضي بغير زيادةِ ألفٍ؛ لكثرة حروفِه، وضُمَّت اللامُ، ولم تُكْسَرْ لأنَّه ليسَ اسمٌ على تَفَعِّل، ولم تُفْتَحْ لئلا يَشْتَبِهَ بالماضي" وقراءةُ الكسائيِّ "كِذباً" بالتخفيفِ، جعله مصدرَ: كَذَبِ كِذاباً. وقيل: هو مصدرُ "كَذَب" كقولِك: كَتَبَ كِتاباً.
* ﴿ جَزَآءً مِّن رَّبِّكَ عَطَآءً حِسَاباً ﴾
(١٤/٢٥٢)
---