وقيل: دحى بمعنى سَوَّى. قال زيد بن نُفَيْل:
٤٤٩٦ - وأَسْلَمْتُ وَجْهِيْ لِمَنْ أَسْلَمَتْ *له الأرضُ تَحْمِلُ صَخْراً ثقالاً
دَحاها فلَمَّا اسْتَوَتْ شَدَّها *بأَيْدٍ وأَرْسى عليها الجِبالا
والعامَّةُ على نصبِ "الأرض" و "الجبال" على إضمارِ فعلٍ مفسَّرٍ بما بعده، وهو المختارُ لتقدُّمِ جملةٍ فعليةٍ. ورَفَعَهما الحسنُ وابن أبي عبلة وأبو حيوة وأبو السَّمَّال وعمرُو بن عبيد، على الابتداء، وعيسى برفع "الأرض" فقط.
* ﴿ أَخْرَجَ مِنْهَا مَآءَهَا وَمَرْعَاهَا ﴾
قوله: ﴿أَخْرَجَ﴾: فيه وجهان، أحدهما: أَنْ يكونَ تفسيراً. والثاني: أَنْ يكونَ حالاً. قال الزمخشري: "فإنْ قلتَ: فهلاَّ أَدْخَلَ حرفَ العطفِ على "أَخْرَجَ". قلت: فيه وجهان، أحدُهما: أَنْ يكونَ "دحاها" بمعنى بَسَطها ومهَّدها للسُّكنى، ثم فَسَّر التمهيدَ بما لا بُدَّ منه في تأتِّي سُكْناها مِنْ تسويةِ أمرِ المَأْكَلِ والمَشْرَبِ وإمكانِ القَرارِ عليها. والثاني: أَنْ يكونَ "أَخْرَجَ" حالاً بإضمار "قد" كقولِه: ﴿أَوْ جَآءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ﴾. قلت: إضمار "قد" هو قولُ الجمهورِن وخالفَ الكوفيون والأخفش.
* ﴿ مَتَاعاً لَّكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ ﴾
قوله: ﴿مَتَاعاً﴾: العامَّةُ على النصبِ مفعولاً له، أو مصدراً لعاملٍ مقدَّرٍ، أي: مَتَّعكم. والمَرْعَى في الأصل: مكانٌ أو زمانٌ أو مصدرٌ، وهو هنا مصدرٌ بمعنى المفعولِ، وهو في حق الآدميين استعارةٌ.
* ﴿ فَإِذَا جَآءَتِ الطَّآمَّةُ الْكُبْرَى ﴾
(١٤/٢٦٥)
---


الصفحة التالية
Icon