إذا لو كانَتْ أل عِوَضاً من الضميرِ لَما جُمع بينهما في هذا البيتِ. ولا بُدَّ مِنْ أحدِ هذَيْن التأويلَيْن في الآيةِ الكريمةِ لأجلِ العائدِ من الجملةِ الواقعةِ خبراً إلى المبتدأ. والذي حَسَّن عدمَ ذِكْرِ العائدِ كَوْنُ الكلمةِ وقعَتْ رأسَ فاصلةٍ. وقال الزمخشريك:"والمعنى: فإنَّ الجحيمَ مَأْواه، كما تقولُ للرجل: / "غُضَّ الطرفَ" وليس الألفُ واللامُ بدلاً من الإِضافةِ، ولكنْ لَمَّا عُلِمَ أنَّ الطاغيَ هو صاحبُ المَأْوى، وأنَّه لا يَغُضُّ الرجلُ طَرْفَ غيره، تُرِكَتِ الإِضافةُ، ودخولُ الألفِ واللامِ في "المَأْوَى" والطَّرْفِ للتعريفِ لأنَّهما معروفان".
قال الشيخ: "وهو كلامٌ لا يَتَحَصَّلُ منه الرابِطُ العائدُ على المبتدأ، إذ قد نَفَى مذهبَ الكوفيين، ولم يُقَدِّر ضميراً كما قَدَّره البصريُّون، فرامَ حصولَ الرابطِ بلا رباطٍ". قلت: قوله: "ولكنْ لَمَّا عُلِمَ" إلى آخره هو عينُ قولِ البصريين، ولا أَدْري كيف خَفِيَ عليه هذا؟
* ﴿ فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا ﴾
(١٤/٢٦٧)
---


الصفحة التالية
Icon