(١٤/٢٧١)
---
* ﴿ فَي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ ﴾
قوله: ﴿فَي صُحُفٍ﴾: صفةٌ لـ"تَذْكِرة" فقوله ﴿فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُ﴾ جملةٌ معترضةٌ بين الصفةِ وموصوفِها. ونحوُها: ﴿فَمَن شَآءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً ﴾ ويجوز أَنْ يكون "في صُحُف" خبراً ثانياً لـ"إنَّها"، والجملةُ معترضةٌ بين الخبرَيْن.
* ﴿ بِأَيْدِي سَفَرَةٍ ﴾
قوله: ﴿سَفَرَةٍ﴾: جمعُ سافِر وهو الكاتبُ، ومثلُه كاتِب وكَتَبة. وسَفَرْتُ بين القومِ أَسْفِرِ سِفارة: أَصْلَحْتُ بينهم. قال:
٤٥٠٠ - فما أَدَعُ السَّفارة بين قومي * وما أَسْعلى بغِشٍّ إنْ مَشَيْتُ
وأَسْفَرَتِ المرأةُ: كَشَفَتْ نِقابها.
* ﴿ قُتِلَ الإِنسَانُ مَآ أَكْفَرَهُ ﴾
قوله: ﴿مَآ أَكْفَرَهُ﴾: إمَّا تعجبٌ، وإمَّا استفهامُ تعجبٍ.
* ﴿ ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ ﴾
قوله: ﴿ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ﴾: يجوزُ أَنْ يكونَ الضميرُ للإِنسانِ. والسبيل ظرفٌ، أي: يَسَّر للإِنسان الطريقَ، أي: طريق الخيرِ والشرِّ كقولِه: ﴿وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَينِ﴾. وقال أبو البقاء: "ويجوز أن ينتصِبَ بأنه مفعولٌ ثانٍ لـ يَسَّره، والهاء للإِنسان، أي: يَسَّره السبيلَ، أي: هداه له". قلت: فلا بُدَّ مْن تضمينِه معنى أَعْطى حتى يَنْصِبَ اثنين، أو يُحْذفُ حرفُ الجرِّ، أي: يَسَّره للسبيل، ولذلك قَدَّره بقولِه: هداه له. ويجوزُ أَنْ يكون "السبيل" منصوباً على الاشتغال بفعلٍ مقدرٍ، والضميرُ له، تقديره: ثم يَسَّر السبيلَ يَسَّره، أي سَهَّله للناسِ كقوله: ﴿أَعْطَى كُلَّ شَيءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى﴾، وتقدَّم مثلُه في قولِه: ﴿إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ﴾
* ﴿ ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ ﴾
قوله: ﴿فَأَقْبَرَهُ﴾: أي: جَعَلَ له قَبْراً. يُقال: قَبَرَه إذا دَفَنَه وأَقْبَره، أي: جَعَلَه بحيث يُقْبَرُ، وجَعَلَ له قبراً، والقابِرُ: الدافنُ بيده. قال الأعشى:
(١٤/٢٧٢)
---


الصفحة التالية
Icon