قوله: ﴿وَقَضْباً﴾: القَضْبُ هنا قيل: الرُّطَبُ لأنه يُقْضَبُ من النخلِ، أي: يُقْطَعُ. ورجَّحه بعضُهم بذِكْرِه بعد قوله: "وعِنَباً" وكثيراً ما يَقْترنان. وقيل: القَتُّ، كذا يُسَمِّيه أهلُ مكة. وقيل: كلُّ ما يُقْضَبُ من البُقولِ لبني آدم. وقيل: هو الرَّطْبَةُ. والمقاضِبُ: الأرضُ التي تُنْبِتُها. قال الراغب: "والقَضيب كالقَضْب، لكنَّ القضيبَ من فروع الشجرِ، والقَضْب في البَقْلِ، والقَضْبُ - أي: بالفتح - قَطْعُ القَضْبِ والقَضيبِ، وعنه عليه السلام: "أنه كان إذا رأى في ثوبٍ تَصْليباً قَضَبَه". وسيفٌ قاضِبٌ وقَضيبٌ، أي: قاطعٌ، فقضيب هنا بمعنى فاعِل، وفي الأولِ بمعنى مَفْعول، وناقة قَضِيب لِما يُؤْخَذُ من بين الإِبلِ ولم تُرَضْ، وكلُّ ما لم يُهَذَّبْ فهو مقتضَبٌ، ومنه "اقتضابُ الحديثِ".
لِما لم يُتَرَوَّ ويُهَذَّبْ. وقال الخليل: "القضيب: أغصانُ الشجرِ ليُتَّخَذَ منها قِسِيٌّ / أو سِهامٌ.
* ﴿ وَحَدَآئِقَ غُلْباً ﴾
قوله: ﴿غُلْباً﴾: جمعُ أَغْلَب وغَلْباء كحُمْر في أَحْمر وحَمْراء. يقال: حديقةٌ غَلْباءُ، أي: غليظةُ الشجرِ ملتفَّتُه. واغْلَوْلَبَ العُشْبٌ، أي: غَلُظَ. وأصلُه في وصفِ الرِّقاب. يقال: رجلٌ أغلبُ، وامرأةٌ غَلْباءُ، أي: غليظا الرَّقَبةِ. قال عمرو بن معدي كرب:
٤٥٠٢ - يَسْعَى بها غُلْبُ الرِّقابِ كأنَّهُمْ * بُزْلٌ كُسِيْنَ من الكُحَيْلِ جِلالا
والغَلَبَةُ: القَهْرُ، أن تَنالَ وتُصيبَ غَلَبَةَ رقبتِه، هذا أصله.
* ﴿ وَفَاكِهَةً وَأَبّاً ﴾
قوله: ﴿وَأَبّاً﴾: الأبُّ للبهائم بمنزلةِ الفاكهةِ للناس. وقيل: هو مُطْلَقُ المَرْعى. قال بعضُهم يمدح النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم:
٤٥٠٣ - له دَعْوَةٌ مَيْمونَةٌ ريحُها الصَّبا * بها يُنْبِتُ اللَّهُ الحَصيدةَ والأَبَّا
وقيل: الأبُّ يابِسُ الفاكهةِ، وسُمِّي المَرْعى أبَّاً لأنه يُؤَمُّ ويُنْتَجَعُ، والأَبُّ والأَمَّ بمعنىً. قال:


الصفحة التالية
Icon