والعامَّةُ على "سُئِلت" مبنياً للمفعولِ مضمومَ السين. والحسنُ بكسرِها مِنْ سال يَسال كما تقدَّم. وقرأ أبو جعفر "قُتِّلَتْ" بتشديد التاءِ على التكثيرِ؛ لأنَّ المرادَ اسمُ الجنسِ، فناسبَه التكثيرُ.
وقرأ عليٌّ وابن معسود وابن عباس "سَأَلَتْ" مبنياً للفاعل، "قُتِلْتُ" بضمِّ التاءِ الأخيرة التي للمتكلم حكايةً لكلامِها. وعن أُبَيّ وابن مسعود أيضاً وابن يعمرَ "سَأَلَتْ" مبنياً للفاعل، "قُتِلَتْ" بتاءِ التأنيث الساكنةِ كقراءةِ العامة.
* ﴿ وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ ﴾
قوله: ﴿نُشِرَتْ﴾: قرأ الأخَوان وابن كثير وأبو عمرو بالتثقيل. والباقون بالتخفيف. ونافعٌ وحفصٌ وابنُ ذكوانَ / "سُعِّرَتْ" بالتثقيل، والباقون بالتخفيف.
قوله: ﴿عَلِمَتْ﴾: هذا جوابُ "إذا" أولَ السورةِ وما عُطِفَ عليها.
قوله: ﴿كُشِطَتْ﴾، أي: قُشِرَتْ، مِنْ قولهم: كِشَطَ جِلْدَ الشاةِ، أي: سَلَخَها. وقرأ عبد الله "قُشِطَتْ" بالقاف، وقد تقدَّم أنهما يَتعقبان كثيراً، وأنه قُرِىء "قافوراً" و "كافوراً" في ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ﴾.
* ﴿ فَلاَ أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ ﴾
قوله: ﴿بِالْخُنَّسِ﴾: جمعُ خانِس، والخُنُوس: الانقباضُ. يقال: خَنَسَ من القوم وانْخَنَسَ. وفي الحديث: "فانْخَنَسْتُ"، أي: اسْتَخْفَيْتُ. والخَنَسُ: تأخُّرُ الأَنْفِ عن الشَّفَة مع ارتفاع الأَرْنَبةِ قليلاً. ويقال: رجلٌ أَخْنَسُ وامرأةُ خَنْساءُ. ومنه الخَنساءُ الشاعرة. والخُنَّسُ في القرآن قيل: كواكبُ سبعةٌ: القمران وزُحَلُ والزهرُ والمُشْتري والمَرِّيح وعُطارِد. والكُنَّسُ: الدَّاخلة في الكِناس وهو بيتُ الوحشِ. والجواري: جمعُ جارية. وقيل: هي بَقَرُ الوحشِ؛ لأنَّ هذه صفتُها وقيل: الظِّباء، قالوا: لأنَّ الخَنَسَ يكون فيها.
* ﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ ﴾
قوله: ﴿عَسْعَسَ﴾: يقال: عَسْعَسَ وسَعْسَعَ أقبل. قال العَجَّاج:
(١٤/٢٨١)
---