٤٥١٢ - حتى إذا الصُّبْحُ لها تَنَفَّسا * وانْجابَ عنها ليلُها وعَسْعَسا
أي: أَدْبَر. وقيل: هو لهما على طريق الاشتراك. وقيل: أَدْبَرَ بلغةِ قريشٍ خاصةً. وقيل: أقبل ظلامُه، ويُرَجِّحُه مقابلتُه بقولِه ﴿وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ﴾ وهذا هو قريبٌ من إدْباره.
* ﴿ ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ ﴾
قوله: ﴿عِندَ ذِي الْعَرْشِ﴾: يجوزُ أَنْ يكونَ نعتاً لـ"رسولٍ"، وأن يكونَ حالاً مِنْ "مَكين"، وأصلُه الوصفُ، فلمَّا قُدِّمُ نُصِبَ حالاً.
* ﴿ مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ ﴾
قوله: ﴿ثَمَّ أَمِينٍ﴾: العامَّةُ على فَتْحِ الثاءِ؛ لأنَّه ظرفُ مكانٍ للبعيدِ. والعاملُ فيه "مُطاعٍ". وأبو البرهسم وأبو جعفر وأبو حيوة بضمِّها جعلوها عاطفةً، والتراخي هنا في الرتبةِ؛ لأنَّ الثانية أعظمُ من الأولى.
* ﴿ وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ ﴾
قوله: ﴿بِضَنِينٍ﴾: قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي بالظاء بمعنى مُتَّهم، مِنْ ظنَّ بمعنى اتَّهم فيتعدَّى لواحدٍ. وقيل: معناه بضعيفِ القوةِ عن التبليغ مِنْ قولِهم: "بئرٌ ظَنُوْنٌ"، أي: قليلةُ الماءِ. وفي مصحفِ عبد الله كذلك، والباقون بالضاد بمعنى: ببخيلٍ بما يتيه من قِبَلِ ربِّه، إلاَّ أنَّ الطبريَّ نَقَلَ أنَّ الضادَ خطوطُ المصاحفِ كلِّها، وليس كذلك لِما مرَّ، وكان رسولُ الله ﷺ يقرأ بها، وهذا دليلٌ على التمييز بين الحرفين، خِلافاً لمَنْ يقول: إنه لو وقع أحدُهما مَوْقِعَ الآخرِ لجاز، لِعُسْرِ معرفتِه. وقد شَنَّعَ الزمخشري على مَنْ يقول ذلك، وذكر بعضَ المخارج وبعضَ الصفاتِ، بما لا يَليق التطويلُ فيه. و "على الغيب" متعلقٌ بـ"ظَنِين" أو "بضَنِين".
* ﴿ فَأيْنَ تَذْهَبُونَ ﴾
(١٤/٢٨٢)
---


الصفحة التالية
Icon