قوله: ﴿فَأيْنَ تَذْهَبُونَ﴾: "أي،" منصوبٌ بـ"تَذْهبون" لأنه ظرفٌ مُبْهَمٌ. قال أبو البقاء: "أي: إلى أين، فحذف حرفَ الجر كقولك: ذهبتُ الشامَ. ويجوزُ أَنْ يُحْمَلَ على المعنى كأنه قال: أين تؤمنون". يعني أنه على الحذفِ، أو على التضمين. وإليه نحا مكي أيضاً، ولا حاجة إلى ذلك البتة؛ لأنه ظرفُ مكانٍ مبهمٌ لا مُخْتَصٌّ.
* ﴿ لِمَن شَآءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ﴾
قوله: ﴿لِمَن شَآءَ﴾: بدلٌ مِنْ "العالمين" بإعادةِ العاملِ، وعلى هذا فقولُه "أن يَسْتقيمَ" مفعولُ "شاءِ". أي: لمَنْ شاء الاستقامة، ويجوزُ أَنْ يكونَ "لمَنْ شاء" خبراً مقدماً، ومفعول "شاء" محذوفٌ، و "أَنْ يَسْتَقيم" مبتدأ. وقد مَرَّ له نظيرٌ.
* ﴿ وَمَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾
قوله: ﴿إِلاَّ أَن يَشَآءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾: أي: إلاَّ وقتَ مشيئةِ الله، وقال مكيك "وأنْ في موضع خفضٍ بإضمارِ الباءِ، أو في موضعِ نصبٍ بحذفِ الخافضِ" يعني أنَّ الأصلَ: إلاَّ بأَنْ، وحينئذٍ تكونُ للمصاحبة.