قوله: ﴿مِن تَسْنِيمٍ﴾: التَّسْنيم اسمٌ لعَيْنٍ في الجنة. قال الزمخشري: "تَسْنْيم عَلَمٌ لَعْينٍ بعينها، سُمِّيت بالتَّسْنيم الذي هو مصدرُ سَنَمَه: إذا رفعه". قلت: وفيه نظرٌ؛ لأنه كان مِنْ حَقِّه أن يُمْنَعَ الصرفَ للعَلَمِيَّة والتأنيث، وإنْ كان مجازياً. ولا يَقْدَحُ في ذلك كونُه مذكَّرَ الأصلِ؛ لأنَّ العِبْرَةَ بحالِ العَلَمَّيةِ. ألا ترى نَصَّهم على أنه لو سُمِّي بزيد امرأةٌ وَجَبَ المَنْعُ، وإن كان في "هِنْد" وجهان. اللهم إلاَّ أَنْ تقولَ: ذَهَبَ بها مَذْهَبَ الهِنْد ونحوِه، فيكونَ كواسِط ودابِق.
* ﴿ عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ ﴾
قوله: ﴿عَيْناً﴾: فيه أوجهٌ، أحدُها: أنَّه حالٌ، قاله الزجاج، يعني مِنْ "تَسْنيم" لأنَّه عَلَمٌ لشيءٍ بعينِه، إلاَّ أنه يُشْكِل بكونه جامداً. الثاني: أنه منصوبٌ على المدح، قاله الزمخشري. الثالث: أنها منصوبةٌ بـ يُسْقَونْ مقدراً، قاله الأخفش. وقوله: "يَشْرب" بها، أي: مِنْها، أو الباءُ زائدةٌ، أو ضَمِّن "يَشْربُ" معنى يَرْوي. وتقدَّم هذا مُشْبعاً في سورة الإِنسان.
* ﴿ إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُواْ كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ يَضْحَكُونَ ﴾
قوله: ﴿َمِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ﴾: متعلِّقٌ بـ"يَضْحكون"، أي: مِنْ أجلِهم، وقُدِّمَ لأجل الفواصلِ. والتغامُز: الرَّمْزُ بالعينِ.
* ﴿ وَإِذَا انقَلَبُوااْ إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ ﴾
قوله: ﴿فَكِهِينَ﴾: قرأ حفص "فَكِهين" دون ألف. والباقون بها. فقيل: هما بمعنى. وقيل: فكهين: أَشِرين، وفاكهين: مِنْ التفكُّهِ. وقيل: فكِهين: فَرِحين، وفاكهين ناعمين. وقيل: فاكهين أصحابُ فاكهةٍ ومِزاج.
* ﴿ وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوااْ إِنَّ هَاؤُلاَءِ لَضَالُّونَ ﴾
قوله: ﴿وَإِذَا رَأَوْهُمْ﴾: يجوزُ أَنْ يكونَ المرفوعُ للكفار، والمنصوبُ للمؤمنين، ويجوزُ العكسُ، وكذلك الضميران في "أُرْسِلوا عليهم".
(١٤/٢٩٦)


الصفحة التالية
Icon