٤٥٢٥ - ومَضَتْ بَشاشَةُ كلِّ عيشٍ صالحٍ * وبَقِيْتُ أكْدَحُ للحياةِ وأَنْصَبُ
وقال الراغب: "وقد يُستعمل الكَدْحُ استعمالَ الكَدْمِ بالأسنان. قال الخليل: الكَدْحُ دونَ الكَدْم".
قوله: ﴿فَمُلاَقِيهِ﴾ يجوزُ أَنْ يكونَ عطفاً على كادح. والتسبيبُ فيه ظاهرٌ. ويجوز أَنْ يكونَ خبر مبتدأ مضمرٍ، أي: فأنت مُلاقيه. وقد تقدَّم أنه يجوزُ أَنْ يكونَ جواباً للشرط. وقال ابنُ عطية: "فالفاءُ على هذا عاطفةٌ جملةَ الكلامِ على التي قبلها. والتقدير: فأنت مُلاقيه" يعني بقوله "على هذا"، أي: على عَوْدِ الضميرِ على كَدْحِك. قال الشيخ: "ولا يَتَعَيَّنُ ما قاله، بل يجوزُ أَنْ يكونَ مِنْ عَطْف المفردات". والضمير: إم‍َّا للربِّ، وإمَّا للكَدْح، أي: مُلاقٍ جزاءَ كَدْحِك.
* ﴿ وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً ﴾
قوله: ﴿مَسْرُوراً﴾: حالٌ مِنْ فاعل "يَنْقَلِبُ". وقرأ زيد بن علي "ويُقْلَبُ" مبنياً للمفعول مِنْ قَلَبه ثلاثياً.
* ﴿ وَيَصْلَى سَعِيراً ﴾
قوله: ﴿وَيَصْلَى﴾: قرأ أبو عمرو وحمزةُ وعاصمٌ بفتح الياء وسكونِ الصادِ وتخفيفِ اللام، والباقون بالضم والفتح والتثقيل. وقد تقدَّم تخريجُ القراءتَيْن في النساء عند قولِه :﴿وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً﴾ وأبو الأشهب ونافع وعاصم وأبو عمرو في روايةٍ عنهم "يُصْلى" بضمِّ الياء وسكونِ الصاد مِنْ "أَصْلى".
* ﴿ إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ ﴾
قوله: ﴿أَن لَّن﴾: هذه "أَنْ" المخففةُ كالتي في أول القيامة، وهي سادَّةٌ مَسَدَّ المفعولَيْن أو أحدِهما على الخلاف. و "يَحُوْرُ" معناه يَرْجِعُ. يقال: حار يَحُورُ حَوْراً. قال لبيد:
٤٥٢٦ - وما المَرْءُ إلاَّ كالشِّهابِ وضَوْءُه * يَحثوْرُ رَماداً بعد إذ هو ساطعٌ
(١٤/٣٠٠)
---


الصفحة التالية
Icon