ويُسْتعمل بمعنى صار فيَرْفع الاسمَ ويَنْصِبُ الخبرَ عند بعضِهم، وبهذا البيتِ يَسْتَدِلُّ قائِلُه. ومَنْ منع نَصَبَ "رماداً" على الحال. وقال الراغب: "الحَوْرُ التردُّد: إمَّا بالذاتِ وإمَّا بالفكرة. وقولُه تعالى: ﴿إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ﴾، أي: لن يُبْعَثَ. وحار الماءُ في الغَديرِ، تَرَدَّد فيه. وحار في أمْرِه وتَحَيَّر، ومنه "المِحْوَرُ" للعُوْدِ الذي تجري عليه البَكَرة لتردُّدِه. وقيل: "نعوذُ بالله من الحَوْرِ بعد الكَوْر"، أي: مِنْ التردُّد في الأمر بعد المُضِيِّ فيه، ومحاورةُ الكلام: مراجعتُه".
* ﴿ بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيراً ﴾
قوله: ﴿بَلَى﴾: جوابٌ للنفي في "لن"، و "إنَّ" جوابُ قسمٍ مقدرٍ.
* ﴿ فَلاَ أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ ﴾
قوله: ﴿بِالشَّفَقِ﴾: قال الراغب: "الشَّفَقُ: اختلاطُ ضوءِ النهارِ بسوادِ الليل عند غُروبِ الشمس. والإِشفاقُ: عنايةٌ مختلِطَةٌ بخوفٍ؛ لأنَّ المُشْفِقَ يحبُّ المُشْفَقَ عليه، ويَخاف ما يلحقُه، فإذا عُدِّيَ بـ"مِنْ" فمعنى الخوفِ فيه أظهرُ، وإذا عُدِّي بـ"على" فمعنى العنايةِ فيه أظهرُ". وقال الزمخشري: "الشَّفَقُ: الحُمْرَةُ التي تُرى في الغرب بعد سقوطِ الشمسِ، وبسقوطِه يخرُجُ وقتُ المغربِ ويَدْخُلُ وقتُ العَتَمَةِ عند عامَّةِ العلماء، إلاَّ ما يُرْوى عن أبي حنيفةَ في إحدى الروايتَيءن أنه البياضُ وروى أسدُ بن عمرو أنه رَجَعَ عنه. سُمِّي شَفَقاً لر‍ِقَّته، ومنه الشَّفَقَةُ على الإِنسان: رِقَّةُ القلبِ عليه". انتهى. والشَّفَقُ شفقان: الشَّفَقُ الأحمر، والآخر الأبيضُ، والشَّفَق والشَّفَقَةُ اسمان للإِشفاقِ. قال الشاعر:
٤٥٢٧ - تَهْوَى حياتي وأَهْوَى مَوْتَها شَفَقا
والموتُ أكرَمُ نَزَّالٍ على الحُرَمِ.
* ﴿ وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ ﴾
(١٤/٣٠١)
---


الصفحة التالية
Icon