وقرأ العامَّةُ "الوَقود" بفتح الواو، والحسن وأبو رجاء وأبو حيوة وعيسى بضمِّها، وتقدَّمت القراءتان وقولُ الناسِ فيهما في أولِ البقرة.
* ﴿ إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ ﴾
قوله: ﴿إِذْ هُمْ﴾: العامل في "إذ" إمَّا "قُتِلَ أصحابُ"، أي: قُتِلوا في هذا الوقتِ. وقيل: "اذكُر" مقدَّراً، فيكونُ مفعولاً به. ومعنى قُعودِهم عليها: / أي: على ما يَقْرُبُ منها كحافَّتها، ومنه قولُ الأعشى:
٤٥٣٤ -.................... * وباتَ على النارِ النَّدى والمُحَلَّقُ
والضميرُ في "هم" يجوزُ أَنْ يكونَ للمؤمنين، وأنْ يكونَ للكافرين.
* ﴿ وَمَا نَقَمُواْ مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُواْ بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴾
قوله: ﴿وَمَا نَقَمُواْ﴾: العامَّةُ على فتح القافِ، وزيد بن علي وأبو حيوةَ وابنُ أبي عبلة بكسرِها. وقد تقدَّم معنى ذلك في المائدة.
وقوله: ﴿إِلاَّ أَن يُؤْمِنُواْ﴾ كقولِه في المعنى:
٤٥٣٥ - ولا عَيْبَ فيها غيرَ شُكْلَةِ عَيْنِها * كذاك عِتاقُ الطيرِ شُكْلٌ عُيونُها
وكقولِ قيس الرقيات:
٤٥٣٦ - ما نَقِموا من بني أُمَيَّةَ إلاَّ * أنَّهم يَحْلُمُون إنْ غَضِبوا
يعني: أنهم جعلوا أحسنَ الأشياء قحبياً. وتقدَّم الكلامُ على محلِّ "أَنْ" أيضاً في سورة المائدة.
وقوله: ﴿أَن يُؤْمِنُواْ﴾ أتى بالفعلِ المستقبلِ تنبيهاً على أنَّ التعذيبَ إنما كان لأَجْلِ إيمانِهم في المستقبلِ، ولو كفروا في المستقبلِ لم يُعَذَّبُوا على ما مضى من الإِيمان.
* ﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُواْ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُواْ فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ ﴾
(١٤/٣٠٨)
---


الصفحة التالية
Icon