قوله: ﴿فَلَهُمْ عَذَابُ﴾: هو خبرُ "إنَّ الذين" ودخلت الفاءُ لِما تضمَّنه المبتدأُ مِنْ معنى الشرطِ، ولا يَضُرُّ نَسْخُه بـ"إنَّ" خلافاً للأخفش. وارتفاع "عذابُ" يجوزُ على الفاعليَّةِ بالجارِّ قبله لوقوعِه خبراً، وهو الأحسنُ، وأَنْ يرتفعَ بالابتداء.
* ﴿ وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ﴾
قوله: ﴿الْوَدُودُ﴾: مبالغةٌ في الوُدِّ. قال ابن عباس: "هو المتودِّدُ لعبادِه بالمغفرة"، وعن المبرد: "هو الذي لا وَلَدَ له"، وأنشد:
٤٥٧٣ - وأَرْكَبُ في الرَّوْع خَيْفانَةً * ذَلولَ الجِماحِ لِقاحاً وَدُوْدا
أي: لا ولدَ لها تَحِنُّ إليه. وقيل: هو فَعُول بمعنى مَفْعول كالرَّكوب والحَلُوْب، أي: يَوَدُّه عبادُه الصالحون.
* ﴿ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ ﴾
قوله: ﴿الْمَجِيدُ﴾: قرأ الأخَوان بالجرِّ فقيل: نعتاً للعرش. وقيل: نعتاً لـ"ربِّك" في قوله: ﴿إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ﴾. قال مكي: "وقيل: لا يجوزُ أَنْ يكونَ نعتاً للعرش؛ لأنه مِنْ صفاتِ اللَّهِ تعالى". والباقون بالرفع على أنه خبرٌ بعد خبرٍ. وقيل: هو نعتٌ لـ"ذو". واستدلَّ بعضُهم على تعدُّدِ الخبرِ بهذه الآيةِ. ومَنْ مَنَعَ قال: لأنهما في معنى خبرٍ واحدٍ، أي: جامعٌ بين هذه الأوصافِ الشريفةِ، أو كلٌّ منها خبرٌ لمبتدأ مضمرٍ.
* ﴿ فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ ﴾
قوله: ﴿فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ﴾: يجوزُ أَنْ يكونَ بدلاً من "الجنود"، وحينئذٍ فكان ينبغي أَنْ يأتيَ البدلُ مطابقاً للمبدلِ منه في الجمعية فقيل: هو على حَذْفِ مضافٍ، أي: جنودِ فرعون. وقيل: المرادُ فرعونُ وقومُه، واسْتَغْنى بذِكْرِه عن ذِكْرِهم؛ لأنهم أتباعُه. ويجوزُ أن يكونُ منصوباً بإضمار أعني؛ لأنَّه لَمَّا لم يُطابق ما قبلَه وجب قَطْعُه.
* ﴿ بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ ﴾
(١٤/٣٠٩)
---


الصفحة التالية
Icon